المستشار الألماني الأسبق شرودر في موسكو: وساطة لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا؟

11 مارس 2022
تبدو مهمة شرودر شخصية وليست بتكليف من الحكومة الألمانية (Getty)
+ الخط -

مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الخامس عشر، وسيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي، ووصولها إلى مشارف العاصمة كييف، على بعد 15 كيلومتراً حسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وفشل وساطات متعددة في إيقاف الحرب، رجحت تقارير ألمانية، مساء الخميس، وصول المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، الصديق المقرّب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى موسكو.

ويرجح أن تكون زيارة شرودر في إطار مهمة وساطة خاصة بين الدولتين، وفي توجه لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، وحيث يبدو أن المهمة شخصية وليست بتكليف من الحكومة الألمانية.

وذكر ت تقارير صحافية ألمانية، بينها موقع "بوليتيكو" الإخباري، أن مارك فالدر، المدير التنفيذي لدار النشر السويسرية رينجيه، تواصل مع شرودر وأبلغه أن الحكومة الأوكرانية ترغب به كوسيط، حيث سافر شرودر، يوم الاثنين الماضي، إلى إسطنبول، والتقى بوفد أوكراني للبحث عن حلول ممكنة للحرب. ويقال إن طلبه اللاحق الاجتماع ببوتين تم الرد عليه بالإيجاب في غضون عشر دقائق، ثم انتقل شرودر، الأربعاء، إلى موسكو على متن طائرة روسية، لكن حتى الآن لم يعرف أي شيء عن الاجتماع المزمع مع بوتين.

وفي أول التعليقات عن إمكانية تدخل المستشار الاشتراكي الأسبق شرودر في وساطة منتجة لوقف الحرب، رحب لارس كلينغبايل، الزعيم المشارك لحزب شرودر والصديق المقرّب منه، خلال تصريحات مع صحيفة "شبيغل أونلاين"، بالزيارة المفاجئة للمستشار الألماني الأسبق إلى موسكو.

وقال في هذا السياق: "يبقى أن نرى ما إذا كانت زيارته إلى بوتين ستحقق أي خرق في جدار الأزمة"، مضيفاً: "إن أي شيء يساعد على وقف الحرب المروعة في أوكرانيا جيد".

يأتي ذلك فيما أعرب سياسيون آخرون من الاشتراكيين عن تفاؤلهم الحذر، إذ قال زميله النائب رالف شتيغنر إنه "بغض النظر عن مدى واقعية مثل هذا الاحتمال، سيكون من الرائع أن يستخدم شرودر علاقته الشخصية مع بوتين لتحقيق تقدم فعلي في موسكو من أجل وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية شاملة لأوكرانيا".

من جهتها، أشارت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية إلى أنه لم يتم إبلاغ الحكومة مسبقا" عن الرحلة". وفي السياق، قال المستشار أولاف شولتز، على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في فرساي، إنه لا يريد التعليق على ذلك.

مع العلم أن السفير الأوكراني في ألمانيا أندريه ميلينك اقترح، خلال تصريحات لصحيفة "بيلد تي في" قبل أسبوع، أن يتوسط شرودر بين بلاده وروسيا، حيث قال إن شرودر من القلائل هنا في ألمانيا الذين ربما لا تزال لديهم علاقة مباشرة بالسيد بوتين. غير أنه قال في تصريح له لوكالة الأنباء الألمانية: "لا أستطيع أن أتخيل أن حكومتي طلبت من شرودر القيام بذلك".

فيما نقلت عنه صحيفة "شبيغل"، مساء الخميس، أن "لا علم له برحلة شرودر إلى موسكو، ولم تكن هناك مناقشات أو معلومات حول هذا الموضوع بين السفارة وشرودر".

تجدر الإشارة إلى أن المستشار الاشتراكي الأسبق تعرض مؤخرا لانتقادات متزايدة في ألمانيا لأنه يرفض التنحي عن مهامه في شركات الطاقة الروسية المملوكة للدولة، كما رد فعله المتحفظ على الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى إن ثمانية من مسؤولي حزبه والزعيمين المشاركين للحزب ساسكيا إسكن ولارس كلينغبايل طلبوا في رسالة من شرودر النأي بنفسه عن بوتين، كما أن هناك إجراءات لاستبعاده من الحزب.

 وشرودر يشغل حاليا مناصب قيادية في شركتي خطوط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 1 و2، ورئيس مجلس الإشراف في شركة النفط الروسية "روسنفت".