المجلس المركزي الفلسطيني ينعقد اليوم وسط مقاطعة فصائل ومستقلين

06 فبراير 2022
مقاطعة أحزاب سياسية اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني (أرشيف/Getty)
+ الخط -

 

يفتتح المجلس المركزي الفلسطيني، مساء اليوم الأحد، دورته الحادية والثلاثين تحت عنوان "دورة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وحماية المشروع الوطني، والمقاومة الشعبية"، في ظل مقاطعة أحزاب سياسية وشخصيات مستقلة، وحالة حادة من المساومة والضغوط عاشتها أحزاب يسارية في اليومين الماضيين، واستقالات، ودعوات من حراكات وقوائم انتخابية إلى وقفات احتجاجية في رام الله وقطاع غزة رفضاً لاجتماع المجلس المركزي.

وتقاطع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بعد حركة"فتح"، اجتماع المجلس المركزي، وكذلك حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وحركة "المبادرة الوطنية" وشخصيات مستقلة وازنة، أبرزها الدكتورة حنان عشراوي، وفيحاء عبد الهادي، والدكتور أحمد جميل عزم، والدكتور حسن خريشة، والدكتور جورج جقمان، مع توقعات بعدم حضور عدد آخر من المستقلين الاجتماع مساء اليوم.

وقال المتحدث باسم حركة "فتح" منير الجاغوب لـ"العربي الجديد": "تاريخياً، الفصائل الفلسطينية غير متفقة على منظمة التحرير، وتحديداً حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتاريخياً حركة حماس تقوم بمناكفة منظمة التحرير في كل مناسبة وحدث".

وأضاف الجاغوب: "من يُرِد أن يُعلي صوته، فليقله على الطاولة، وليقل ما يريد". وتابع الجاغوب: "ما تطالب به الفصائل هو أيضاً مطالب حركة فتح، والاختلاف على شكل وطريقة التنفيذ، كيف ننفذ هذه البنود التي اتفقنا عليها".

من جانبه، دعا القيادي الفتحاوي ناصر القدوة، رئيس الملتقى الوطني الفلسطيني، خلال ندوة استضافها "مركز كيمبريدج لدراسات فلسطين" مساء أمس، "إلى نزع أي سمة للشرعية عن اجتماع المركزي 6 شباط".

وقال القدوة: "ما يحصل يعزز من يريد التساوق مع الطرح الإسرائيلي، هذه لحظة تاريخية ولحظة فرز، ويجب أن يحاسب الجميع على مواقفهم، نحن ندعو لتشكيل مجلس وطني جديد على قاعدة الانتخابات والتوافق، وطرحنا تصوراً متكاملاً في هذا المجال، ونتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وندعو أعضاء إلى عدم المشاركة في هذا الاجتماع حفاظاً على المنظمة".

بدوره، قال عضو المجلس المركزي حسن خريشة، الذي يقاطع الاجتماع، لـ"العربي الجديد": "لا يوجد نصاب سياسي للمجلس المركزي الذي سيُعقَد مساء اليوم، في ظل مقاطعة الجبهة الشعبية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وحركة المبادرة، والشخصيات المستقلة، والشخصيات الداعمة لنهج المقاومة، والذين سيحضرون الاجتماع هم أصحاب نهج التسوية والفصائل التي تدور في فلك حركة فتح".

وتابع خريشة: "سيكون هناك نصاب عددي، أي حضور 141، ولا سيما أن القيادة تقوم حالياً بتنسيب بعض الأفراد الذين تريدهم للانضمام إلى اجتماع المجلس المركزي الليلة، رغم أنهم لم يكونوا أعضاء، وذلك للتغطية على انسحاب المستقلين".

وأكد أنه "لم تُدعَ رئاسة مكتب المجلس التشريعي، ورؤساء الدوائر فيه، رغم أنهم أعضاء في المجلس المركزي، وذلك لتأكيد قرار الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بإلغاء المجلس التشريعي، وسيُستعاض عنهم بآخرين لتحقيق النصاب العددي".

ويرى خريشة "أن الهدف من عقد المجلس المركزي حالياً هو ترتيب الأوضاع الداخلية للسلطة الفلسطينية دون أي أفق سياسي، وذلك بعد تأكيدات رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، أكثر من مرة، أنه لن يكون هناك أي حل سياسي مع الفلسطينيين، ولن تكون هناك دولة فلسطينية". وقال خريشة: "كان الأجدر بالرئيس أبو مازن أن يذهب باتجاه انتخابات المجلس الوطني للحفاظ على منظمة التحرير وميثاقها".

وسيعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية جلسته في السادسة والنصف من مساء اليوم، في مقر الرئاسة الفلسطينية "المقاطعة" بمدينة رام الله، ويتضمن جدول الأعمال الذي وُزِّع: التصديق على مشروع جدول الأعمال، والتحقق من النصاب القانوني، وكلمة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وانتخاب هيئة جديدة لرئاسة المجلس الوطني الفلسطيني.

وهناك بند الوضع السياسي الذي سيتضمن: مراجعة تنفيذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي بشأن العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وآليات تنفيذ تلك القرارات، والعلاقة مع الإدارة الأميركية، ومتابعة القضايا الفلسطينية التي طُرحت على المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان، والانضمام إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية، والمقاومة الشعبية، وانتخاب رئيس مجلس إدارة الصندوق القومي الفلسطيني، واستكمال عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

في الأثناء، دعا التحالف الشعبي للتغيير والحملة الوطنية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية إلى المشاركة في وقفة ومسيرة تحت شعار "نعم لمجلس وطني منتخب.. لا لمركزي التفريط السياسي"، احتجاجاً ورفضاً لاجتماع المجلس المركزي في الرابعة والنصف مساء اليوم الأحد، في رام الله وقطاع غزة بالتزامن.

"حزب الشعب" يشارك في الجلسة الافتتاحية

من جانبه، أكد الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، لـ"العربي الجديد" مشاركة الحزب في الجلسة الافتتاحية للمجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية. 

وقال الصالحي إن الحزب سيطرح رؤيته التي تدعو إلى إصلاح ما وصفه بـ"العوار القانوني" الذي يشوب الاجتماع. وأضاف الصالحي: "سنطرح وجهة نظرنا في الجلسة الافتتاحية للمجلس، ونتصرف على أساسها"، مؤكدا أن الخيارات متاحة بناءً على رد القائمين على الاجتماع. 

وحول تقديم قيادات وازنة في الحزب استقالتهم ردا على حضور الجلسة الافتتاحية، قال الصالحي "هذا مؤسف"، من دون إبداء المزيد من التوضيحات.

وكشفت مصادر "العربي الجديد" أنه جرى التصويت على المشاركة بجلسات المجلس المركزي الفلسطيني بشكل سري لأعضاء اللجنة المركزية في حزب الشعب. وبحسب ذات المصادر، فقد صوت نحو 35 من أعضاء الحزب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والهاتف، في كل أماكن وجود الحزب.