المتظاهرون في السويداء يردون على حملات التحريض ضد النساء

10 مايو 2024
خلال تظاهرة سابقة في السويداء، 5 إبريل 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المئات في السويداء بسورية يتظاهرون مطالبين بالتغيير السلمي ورحيل النظام، مؤكدين على دور النساء في الحراك رغم حملات التشهير.
- المتظاهرون يرفعون لافتات دعم للنساء السوريات ويملؤون ساحة الكرامة بالورود وأغصان الزيتون، في حضور متنوع يضم مكونات مهنية متعددة.
- الحراك يستمر رغم التهديدات والتعزيزات العسكرية، مع تأكيدات على تماسك المجتمع المحلي ودعم الشيخ حكمت الهجري للحراك السلمي واستقباله للوفود المؤيدة.

نظم المئات تظاهرة في مدينة السويداء جنوبي سورية، مجددين المطالبة بالتغيير السلمي ورحيل النظام السوري الحاكم، ومؤكدين دور "الثائرات" في الحراك بعد حملات تشهير طاولت نساء مشاركات به عبر مواقع إعلامية مجهولة وبعض المنصات المعروفة بتبعيتها للأجهزة الأمنية السورية.

ورفع المتظاهرون لافتات عديدة تساند النساء السوريات اللواتي دفعن ثمناً باهظاً طوال سنوات الثورة، بينما امتلأت ساحة الكرامة بالمدينة بالورود وأغصان الزيتون، وسط حضور متنوع تقدمه التجمع المهني الذي يضم 11 مكوناً من النقابات المهنية المختلفة التي شكّلت على مدى الأشهر الماضية نواة لمجتمع بعيداً عن تسلط الأمن والسياسات المفصلة على مقاس حزب البعث الحاكم.

ويأتي حشد اليوم الجمعة في ساحة الكرامة تأكيداً على ثبات الحراك الشعبي السلمي في وجه التعزيزات العسكرية التي دخلت المحافظة، وبعد تسريب عدد من التهديدات التي طاولت نشطاء بارزين، حيث تداولت مواقع إعلامية محلية أخباراً غير مؤكدة عن خطة أمنية لتنفيذ مجموعة من الاغتيالات التي قد تؤدي لإثارة البلبلة وخلق النزاعات وجر المكونات الأهلية للاقتتال. وفي هذا الشأن، يقول الناشط المدني عدنان أبو عاصي لـ"العربي الجديد": "إنه لا يستبعد عن النظام أي فعل، إذ إنه استخدم كل الطرق والأساليب لقمع الشعب السوري وأمعن في الإجرام وسط دعم إقليمي وصمت دولي ساهم في قتل الشعب السوري على مدى 13 عاماً".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأضاف: "رغم التهويل عن حجم التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى المحافظة والدعاية التحريضية التي رافقتها، فنحن نرى أن أجهزة النظام غير قادرة على الانخراط في عمل عسكري واسع لأسباب متعددة قد يكون جانب منها العلاقات المستجدة والاتفاقات مع المحيط العربي والموقف الدولي، إضافة إلى توجهات القيادة البعثية الجديدة ومؤتمر القمة العربية المقبل في البحرين. ومع هذا نعلم علم اليقين أن هذه التعزيزات ستسعى لإعادة فتح مقرات حزب البعث المغلقة وتقوية الجهاز الحزبي، وفتح مقرات للمصالحة وتسوية أوضاع المطلوبين، بما يساهم في إعادة شكل من أشكال الهيمنة والسيطرة تشبه الفقاعة الإعلامية أكثر من كونها واقعية".

من جهتها، قالت شامة نصر إحدى المتظاهرات المواظبات على الوجود كل يوم جمعة في ساحة الكرامة لـ"العربي الجديد": "يوم خرجنا على الاستبداد كان كل أملنا أن نرى رايات الحرية ونسمع أهازيجها ونشم رائحتها تفوح في شوارع محافظتنا، وها قد وصلنا إلى ذلك، ولا يهم إن نعقت بعض الغربان وتكلم التافهون السفهاء، فهذا الجبل وهذه المحافظة منبت ومنبع للأحرار ولا يمكن أن يجيبوا السفيه إذا نطق بما فيه". وتضيف: "لقد زخر تاريخ المحافظة بنسوة كن في خندق واحد مع رجالهن وأخوتهن وأبنائهن في مقارعة الاستبداد، وكان أجداد ذات العملاء يخونون الثوار ويشتمون الأعراض ويقذفون النساء الثائرات بأوصاف تنم عن بيئة الواصف".

من ناحية أخرى، يتابع الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز استقبال الوفود المؤيدة للحراك السلمي من كل مناطق المحافظة، وهو ما يؤكد تماسك المجتمع المحلي في وجه أي تهديد أو فتن مفتعلة، وفق ما يرى الناشطون في المحافظة.

المساهمون