عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه إزاء الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأي خطوات قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية القادمة وتقوض "حل الدولتين"، وشدد على ضرورة "أن يكون المجتمع الدولي واضحًا للغاية مع الحكومة الإسرائيلية بعدم وجود بديل لحل الدولتين وأنه لا ينبغي اتخاذ إجراءات أحادية الجانب بشكل يعرض حل الدولتين للخطر".
وجاءت تصريحات غوتيرس ردا على أسئلة صحافية حول الموضوع خلال مؤتمر ختامي لنهاية عام 2022.
وفي سياق منفصل، عبّر تور وينسلاند، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط، عن قلقه العميق إزاء ارتفاع مستويات العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال الأشهر الماضية. وتحدث عن استمرار المصادمات والهجمات والعمليات الأمنية الإسرائيلية، وعنف المستوطنين. وأشار إلى مقتل أكثر من 150 فلسطينيا (مدنيا) في الضفة والقدس وهو أكبر عدد تسجله الأمم المتحدة منذ سنوات. وعبر عن فزعه لاستمرار مقتل الأطفال حيث قتل 44 طفلا فلسطينيا خلال العام.
وجاءت تصريحات وينسلاند خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك. وكرس أغلبها هذا الشهر لمدى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 (2016)، المتعلق بالاستيطان. وغطى التقرير الفترة ما بين سبتمبر/أيلول إلى بداية الشهر الحالي.
وعبر وينسلاند عن قلقه العميق إزاء استمرار التوسع الاستيطاني وقال "تشكل المستوطنات انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. إنها تقوض احتمال تحقيق حل الدولتين من خلال التآكل المنهجي لإمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة ومستقلة وقابلة للاستمرار وذات سيادة". وقال إنه وعلى الرغم من أن الفترة التي يشملها التقرير لم تشهد أي زيادة في عدد المستوطنات إلا أن العدد الإجمالي للوحدات الاستيطانية في العام الجاري ما زال مرتفعا.
ولاحظ أنه بنيت 4800 وحدة سكنية استيطانية خلال العام الحالي في الضفة الغربية مقابل 5800 العام الماضي، في حين أن عدد الوحدات السكنية الاستيطانية في القدس المحتلة تضاعف بثلاث مرات خلال العام الجاري، حيث وصل إلى 3100 وحدة مقابل 900 وحدة سكنية استيطانية العام الماضي في القدس. وناشد الجانب الإسرائيلي بوقف عملياته الاستيطانية.
وبالإضافة إلى استمرار البناء الاستيطاني، لفت وينسلاند إلى أن الجانب الإسرائيلي مستمر في هدم بيوت الفلسطينيين. وعبر وينسلاند عن قلقه العميق إزاء استمرار هدم ومصادرة بيوت الفلسطينيين بما فيها هدم مدرسة في مسافر يطا، ونية سلطات الاحتلال هدم مبان إضافية في نفس المنطقة.
وتحدث عن الوضع المالي لـ"أونروا"، وقال إنه يعرّض تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين للخطر في الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية أعلى مستويات من العنف منذ سنوات. وشدد على أن "أنروا" "من أهم عناصر الاستقرار في حياة آلاف الفلسطينيين"، قائلاً "إنني أكرر دعوتي العاجلة إلى تزويد الأونروا بالأموال اللازمة لتنفيذ تفويض الجمعية العامة المنوط بها بشكل كامل".