استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، اليوم الأحد، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.
واستمع العليمي إلى إحاطة قدمها المبعوث الأممي بشأن مستجدات مساعيه المنسقة مع الأشقاء والأصدقاء من أجل استئناف عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وجدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي تأكيد دعم المجلس والحكومة لجهود الأمم المتحدة، والحرص على تقديم كافة التسهيلات لمبعوثها الخاص من أجل الوفاء بمهامه ومسؤولياته المشمولة بقرارات الشرعية الدولية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" بنسختها التي تديرها الحكومة.
وتطرق اللقاء إلى تطورات الوضع المحلي، والضغوط الدولية المطلوبة لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع مساعي السلام، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، واستعادة مؤسساته الشرعية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود المبعوث الأممي للوصول إلى اتفاق سياسي بين الأطراف اليمنية، في ظل المستجدات التي أعلنها المبعوث الأممي، الشهر الماضي، بشأن الجهود المبذولة للتوصل إلى خريطة طريق ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
وكان المبعوث الأممي قد رحب، في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة. وأعلن يومها أنه سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خريطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها.
وخريطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.
وقال المحلل السياسي سعيد عقلان، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي يهدف إلى إنقاذ النجاحات النسبية التي تم تحقيقها من خلال التوصل إلى تفاهمات مبدئية لوضع خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وأضاف عقلان أن جهود المبعوث الأممي تواجه بعض الصعوبات المتمثلة بتصعيد جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، وربما أن هذا التصعيد هو السبب الرئيسي في عدم التوصل إلى اتفاق مكتوب بين الأطراف يتم التوقيع عليه، وتمكن قراءة تأثير ذلك من خلال فشل جولة المباحثات التي كانت مقررة حول ملف الأسرى والمختطفين، والذي يعد ملفاً إنسانياً، وتأجيل المباحثات حول هذا الملف إلى أجل غير مسمى.
من جهة أخرى، قال المركز الإعلامي لقوات العمالقة الجنوبية، إنّها استهدفت، اليوم الأحد، أرتالاً عسكرية حوثية كانت قادمة من محافظة البيضاء وسط البلاد، باتجاه مديرية بيحان بمحافظة شبوة جنوبي البلاد.
وأشار المركز الإعلامي للعمالقة إلى أن الاستهداف أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، بينهم قيادات، علاوة على تدمير عتادهم العسكري.
وتشهد جبهات القتال في اليمن هدوءاً نسبياً منذ بدء الهدنة المعلنة، في إبريل/ نيسان من عام 2022، بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله (الحوثيين) برعاية أممية.