أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ضرورة أن "تتحاور أطراف النزاع في اليمن حتى لو لم تكن مستعدة لوضع السلاح جانباً ووقف الاقتتال".
وجاءت تصريحات المبعوث الأممي، خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الأربعاء.
وفي مستهل حديثه، عبّر غروندبرغ عن قلقه العميق من تصاعد القتال، محذراً من "تبعاته على السلام وخطورة تشرذم البلاد".
وقال "بعد سبع سنوات من الحرب، يبدو أنّ الاعتقاد السائد لدى جميع الأطراف المتحاربة هو أنّ إلحاق ضرر كافٍ بالطرف الآخر سيجبره على الخضوع"، واصفاً التصعيد العسكري في الفترة الأخيرة بأنه "من بين أسوأ ما شهدناه في اليمن منذ سنوات".
وحول التصعيد في الفترة الأخيرة، أكد "تصميم جماعة أنصار الله على مواصلة هجومهم على مأرب، كما أن هناك قتالاً متجدداً في شبوة، إذ تم الاستيلاء على ثلاث مناطق كانت تحت سيطرة أنصار الله".
وقال إنّ التصعيد العسكري الذي يشهده اليمن أدى إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية، معبّراً عن مخاوفه من أن يؤدي التصعيد لزيادة واشتداد المعارك على جبهات أخرى.
وتوقع أن يتطلب ردم الهوة بين الأطراف "نقاشات صعبة مع الأطراف المتحاربة، وكذلك مع أولئك الذين تم استبعادهم خلال الحرب. ومع ذلك، سأستمر في استكشاف الخيارات من أجل الإسراع بخفض التصعيد".
احتجاز موظفي الأمم المتحدة
وعبّر المسؤول الأممي عن قلقه من "استيلاء أنصار الله على سفينة ترفع العلم الإماراتي قبالة الحديدة، كما يؤسفني أن أعرب مرة أخرى عن قلقي بشأن استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة في صنعاء ومأرب. يجب أن يكون لدى الأمم المتحدة إمكانية الوصول الفوري إلى هؤلاء الموظفين وأن يتم تزويدها بالمعلومات الرسمية المتعلقة بالاعتقالات".
وتوقع أن يؤدي استمرار القتال وحدّته إلى زيادة القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع من وإلى اليمن. وأشار في هذا السياق إلى أنّ "الاتهامات بعسكرة موانئ الحديدة مقلقة، والتهديدات بمهاجمتها مقلقة بنفس القدر، باعتبار أنّ هذه الموانئ شريان حياة لكثير من اليمنيين".
من جهته، ركّز وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجا سينغهام، على ثلاث نقاط في إحاطته حول الوضع الإنساني في اليمن تتعلق بخسائر بالأرواح في صفوف المدنيين وتبعات ارتفاع وتيرة وحدة القتال خاصة على النساء والفتيات؛ والقيود التي تحد من تقديم المساعدات الإنسانية.
وقال "إنّ استمرار القتال العنيف على طول عشرات الجبهات... أدى إلى نزوح أكثر من 15 ألف شخص خلال الشهر الماضي لوحده". وتحدث عن تقارير تشير إلى إصابات في صفوف المدنيين بمعدلات مقلقة.
وأشار إلى مقتل وإصابة 358 مدنياً، خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي لوحده؛ بسبب الأعمال العدائية، مضيفاً "كما ذكرنا بالماضي، فإنّ الحرب تسبب الجوع والنزوح والانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات الأساسية وتتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر".
ولفت إلى نقص التمويل لصندوق اليمن، مشيراً إلى اضطرار برنامج الغذاء العالمي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لخفض المساعدات الغذائية لثمانية ملايين شخص بسبب نقص التمويل.
وتحدث عن اضطرار الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى إغلاق أو وقف خدماتها لبعض البرامج الحيوية، بما في ذلك خدمات المياه والحماية والصحة الإنجابية في الأسابيع الأخيرة من السنة.