نفى الكرملين صحة المعلومات عن توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصفقة بشأن أوكرانيا، موضحأً أن التقارير الإعلامية التي تفيد بأن بوتين وعد ماكرون بعدم تنفيذ أي تحرك عسكري قرب حدود أوكرانيا "غير صحيحة".
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" عن إبرام الرئيسين الروسي، والفرنسي، صفقة لخفض التصعيد حول أوكرانيا، هو أمر "غير صحيح"، مرجعاً ذلك إلى "أداء الولايات المتحدة، لا فرنسا، الدور الرائد في حلف الناتو".
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "بالطبع، كتبت "فايننشال تايمز" بشكل خاطئ في جوهر الأمر"، قبل أن يضيف: "في الوضع الراهن، ما كان لموسكو وباريس أن تبرما أي اتفاقات، فهذا ببساطة مستحيل".
وتابع: "لأن فرنسا هي عضو في الاتحاد الأوروبي وتترأسه، كما أن فرنسا هي عضو في حلف الناتو، حيث ليست لها ريادة فيه، بل يقوده بلد آخر تماماً في هذه الكتلة. فعن أي صفقات يجري الحديث هنا؟".
ومع ذلك، أكد بيسكوف أن روسيا لا تنوي الإبقاء على قواتها في بيلاروسيا بعد انتهاء التدريبات العسكرية المشتركة "حزم الاتحاد-2022" والتي يشارك فيها نحو 30 ألف عسكري روسي.
وكان ماكرون قد عقد أمس الاثنين، مفاوضات مع بوتين في الكرملين استمرت لأكثر من خمس ساعات، قبل أن يتوجه اليوم إلى كييف لعقد محادثات مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، وسط تزايد الجهود الدولية لمنع اندلاع حرب مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا بعد توتر غير مسبوق على حدود البلدين.
قوات روسية تبدأ مناورات تكتيكية ليلية جنوباً
في غضون ذلك، ذكرت وكالات أنباء روسية أن مناورات عسكرية بدأت في جنوب روسيا، اليوم الثلاثاء.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن متحدث باسم قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية قوله إن الأسابيع الثلاثة من المناورات التكتيكية الليلية ستشمل أنظمة صواريخ ودبابات ومركبات مدرعة.
ولم يوضح الإعلان الروسي، بحسب وكالة "رويترز"، ما إذا كانت المناورات تطوراً جديداً أو جزءاً من خطط طويلة الأمد. وقالت موسكو في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إن ثلاثة آلاف مناورة ستجرى في المنطقة الجنوبية خلال عام 2022.
وقال مسؤول فرنسي، بحسب وكالة "رويترز"، إن بوتين وعد، خلال لقائه أمس ماكرون، بعدم إجراء مناورات عسكرية جديدة قرب أوكرانيا في الوقت الحالي، الأمر الذي عاد ونفاه الكرملين.
وتقع المنطقة العسكرية الجنوبية لروسيا على الحدود مع أوكرانيا وتشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014. لكن قائمة المناطق العشر التي ستجرى فيها المناورات لا تشمل الأراضي الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، بل تشمل مناطق في جنوب روسيا ومناطق انفصالية عن جورجيا.
وأصبح ماكرون أكبر زعيم غربي يجتمع مع بوتين منذ أن بدأت روسيا في حشد أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وتتهم القوى الغربية روسيا بالتخطيط لغزو. لكن موسكو تنفي تلك الخطط، إلا أنها تقول إنها قد تقوم بعمل عسكري، لم تحدده، ما لم تتم تلبية عدد من المطالب، منها تعهد من حلف شمال الأطلسي بعدم انضمام أوكرانيا إلى عضويته.
الكرملين يدافع عن تعليق لبوتين على رئيس أوكرانيا اعتُبر مهينا
دافع الكرملين اليوم الثلاثاء، عن تعليق توجّه به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الأوكراني واعتُبر مهينا للأخير، بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن أزمة أوكرانيا.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون في موسكو، ردّ بوتين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتقد مؤخرا بعض بنود اتفاقيات مينسك للسلام التي أبرمت عام 2015 بشأن نزاع بلاده مع الانفصاليين في الشرق.
وقال "أعجبك الأمر أم لم يعجبك، عليك أن تتحمّل، يا جميلتي"، في عبارة غير مستحبة باللغة الروسية تحمل إيحاءات جنسية.
وأثار التعليق جدلا على الإنترنت بين الناطقين بالروسية، إذ أشار البعض إلى أن بوتين استخدم عبارة تبرّر اغتصابا، فيما رأى آخرون أنها مجرّد عبارة تستخدم لتوبيخ الأطفال، وقال بعضهم إنها عبارة مأخوذة من أغنية تحمل لعبا على الكلام من العهد السوفييتي.
ولدى سؤاله عن التعليق خلال اتصال مع صحافيين الثلاثاء، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بحسب وكالة "فرانس برس"، إن الرئيس لم يكن يقصد إهانة نظيره الأوكراني. وقال "الرئيس قصد أن على أي دولة الإيفاء بالتعهدات التي تأخذها على نفسها".
وأكد أنه "مقتنع" بأن بوتين غير مطّلع على عمل فرقة روك روسية ظهرت في تسعينات القرن الماضي واستعملت عبارة مطابقة لتلك التي استخدمها الرئيس في أغنية تشير إلى الانجذاب جنسيا نحو الجثث.
وردّ زيلينسكي من جهته اليوم الثلاثاء على بوتين، معتبرا أن أوكرانيا "جميلة فعلا"، لكن كلام بوتين ذهب "بعيدا"، ومضيفا "أوكرانيا صبور" قبل كل شيء، و"الصبر فضيلة" في مواجهة "الاستفزازات الروسية".
ويعرف بوتين بإدلائه بتصريحات مثيرة للجدل وفجّة أحيانا، على غرار قوله في الماضي إن روسيا كان بإمكانها "إتمام المهمة" لو أنها أرادت قتل المعارض أليكسي نافالني، وردّه على الرئيس الأميركي جو بايدن عندما وصفه في الماضي بـ"القاتل" بالقول "لو لم تكن أنت كذلك، لما عرفت".