الكرملين: لا محددات لمفاوضات السلام مع أوكرانيا حتى الآن

26 يوليو 2024
الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي تتزايد فيه الأحاديث في وسائل الإعلام وأوساط المحللين السياسيين عن قرب انطلاق العملية التفاوضية بين موسكو وكييف لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ قرابة عامين ونصف العام، لا يرى الكرملين حتى الآن وجود تربة للحوار البناء، إذ أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه لا محددات لمفاوضات السلام مع أوكرانيا، موضحاً أن موسكو ترصد "إشارات غير واضحة" ولا تعلم مدى واقعيتها. 

وقال بيسكوف في تصريح لصحيفة إزفيستيا شبه الرسمية الروسية، أوردته في عددها الصادر اليوم الجمعة: "حتى الآن لا مادة محددة للمفاوضات. هناك إشارات غير واضحة لا نعلم بمدى واقعيتها. هل يسري حظر لنظام كييف على إجراء أي مفاوضات معنا؟ لا محددات".

ومع ذلك، نقلت "إزفيستيا" عن مصادر مطلعة قولها إنّ بعض الأوساط في كييف تريد الجلوس إلى طاولة المفاوضات بسبب استنزاف القوات الأوكرانية، بينما لا تزال روسيا معنية بتسوية الأزمة بطريقة دبلوماسية والبحث عن حلول مع مراعاة دستورها وحقوق السكان الناطقين باللغة الروسية، إذ أوضح مصدر مطلع أنّ "هناك إدراكاً لرغبة بعض الأوساط في أوكرانيا في الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

من جهته، قال مصدر رفيع لـ"إزفيستيا": "أكدنا مراراً أننا مستعدون لتسوية الوضع على طاولة المفاوضات، ونحن معنيون بذلك. لكن فقط مع الالتزام بالدستور الروسي. كل ما ورد فيه ثابت وغير قابل للتغيير"، في إشارة إلى إدراج مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الواقعة في الشرق الأوكراني على قائمة الكيانات الإدارية الروسية ضمن دستور البلاد.

وأضاف المصدر ذاته: "مثلما كان الأمر عليه أثناء مفاوضات إسطنبول (في نهاية مارس/ آذار 2022)، تهمنا حقوق السكان الناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا في استخدام اللغة الروسية. هناك أهمية لجوانب أخرى كانت كييف قد وافقت عليها يوماً"، وزعم أن "روسيا لم تطمع يوماً في أراضي أوكرانيا، ولم تخطط للاستيلاء على كييف"، معتبراً أن "كل ما يجري الآن هو ضمان لأمننا نحن وأمن المواطنين الناطقين باللغة الروسية". 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حدد خلال لقاء مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في العام 2022، شرطاً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات، بينما أصدرت كييف في الفترة الأخيرة هي الأخرى إشارات لاستعدادها للتفاوض من دون وضع شرط مسبق بالانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية.

المساهمون