أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مساء الثلاثاء، قرب انسحاب أكثر من نصف القوات الأميركية الموجودة في العراق ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح الكاظمي، خلال كلمة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي، أن القوات الأميركية لن يتبقى منها إلا المئات من أجل القيام بمهمات متعلقة بالتدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني، مبينا أن جدولة إعادة انتشار الأميركيين خارج العراق ستجري وفقا لاتفاقات بين البلدين.
وقال إن الأشهر الماضية شهدت انسحاب دفعات من القوات الأميركية من العراق، مؤكدا أن تلك التطورات جرت في ضوء جهوزية القوات العراقية.
كلمة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة @MAKadhimi بالذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي:https://t.co/nS55h47eop pic.twitter.com/W2payJrEBv
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 5, 2021
وبين الكاظمي أن العراق لن يكون ملعبا للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم، ولن يسمح باستخدام أراضيه لتصفية الحسابات بين الدول، مشيرا إلى أن قرار العراق لن يكون بيد المغامرين.
وتابع "اكتفينا بتاريخ من المجانين الذين قادونا إلى الحروب العبثية والدم وكسر هيبة الدولة".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi : العراق لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم ، ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول . pic.twitter.com/P7aImPyD3y
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 5, 2021
كما رفض الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء، تحويل بلاده إلى ساحة لصراع الآخرين، مؤكدا أن العراق دولة مستقلة ذات سيادة ملتزمة بمرجعية الدستور.
وأشار خلال كلمته في حفل تأبيني أقيم بمناسبة مرور عام على مقتل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، إلى وجود من يريد أن يشغل العراقيين بصراعات تستنزفهم وتضعف كيانهم، لافتا إلى وجود حاجة لعقد سياسي جديد يمكن العراقيين من بناء الدولة.
رئيس الجمهورية @BarhamSalih...
— رئاسة جمهورية العراق (@IraqiPresidency) January 5, 2021
لا يمكن للعراقيين أن يقبلوا بان يكون بلدهم ساحة لصراع الآخرين أو منطَلقاً للعدوان على أحد، ويجب ضبط النفس وعدم السماح لأحد بالتلاعب بمقدرات البلد،فالعراق المنشود باستقلاله وسيادته غير المنتقصة يمثل ركن اساسي لمنظومة إقليمية قائمة على احترام الشعوب. pic.twitter.com/SrUlfF5FiE
وشدد على ضرورة معالجة الأخطاء السابقة التي تسببت بتصدع منظومة الحكم، مبينا أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق دون وجود إصلاحات حقيقية من شأنها معالجة مكامن الخلل.
وأوضح الرئيس العراقي أن أوضاع البلاد لا يمكن أن تستقيم ما لم يكن الشعب هو سيد نفسه بعيدا عن التدخلات الخارجية، داعيا إلى نبذ الصراعات.
وأكد أن العراق يواجه تحديات كبيرة، كما أنه ينتظر استحقاقات مهمة، أهمها الانتخابات المبكرة التي يجب أن تكون نزيهة بعيدة عن التلاعب، فضلا عن الشروع في إصلاحات، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، وضبط السلاح المنفلت.
وعلى الرغم من التأكيد المتكرر لرئيسي الجمهورية والوزراء على ضرورة إبعاد العراق عن الصراعات الخارجية، إلا أن برلمانيين بتحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) غالبا ما يهاجمون السياسة الأميركية في العراق.
واتهم عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" محمد البلداوي، الثلاثاء، أميركا بالعمل على إضعاف منظومة الجيش العراقي بعد احتلال البلاد عام 2003، مؤكدا في إيجاز صحافي وجود أدلة كثيرة على أن واشنطن لا تريد أن يكون لدى العراق جيش قوي.
وكان نواب وقياديون بتحالف "الفتح" قد شاركوا في التظاهرات التي نظمتها فصائل مسلحة مقربة من إيران، الأحد الماضي، بالذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، ورفع المتظاهرون شعارات مطالبة برحيل القوات الأميركية من العراق.