القضاء العراقي يؤجل للمرة الثالثة محاكمة المتهم بقتل الباحث الهاشمي وجدل حول حقيقة تهريبه

20 مايو 2022
الهاشمي قُتل قرب منزله قبل نحو عامين (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

أرجأ القضاء العراقي، للمرة الثالثة على التوالي، جلسة محاكمة كانت مقررة مطلع الأسبوع الحالي لمحاكمة المتورط بقتل الباحث والأكاديمي العراقي هشام الهاشمي، الذي اغتيل قرب منزله شرقي بغداد مطلع يوليو/ تموز 2020، وسط جدل واسع بعد تسريبات أشارت إلى إمكانية تهريب المتهم من السجن إلى خارج البلاد.

وكان من المقرر أن تجرى، يوم الأحد الماضي، جلسة محاكمة المتهم أحمد عويد الكناني، الذي "اعترف" خلال التحقيق معه بقتل الهاشمي بمساعدة آخرين لم تقبض القوات الأمنية العراقية عليهم بعد، لكن المحكمة الجنائية قررت تأجيل الجلسة مرة أخرى إلى منتصف شهر يوليو/ تموز المقبل، بعد عدم إحضار الشرطة المتهم إلى قاعة المحكمة.

وفي السادس من يوليو/ تموز 2020، أعلنت الشرطة العراقية مقتل الهاشمي بعد هجوم مسلح قرب منزله في حي زيونة شرقي بغداد، بعد انتهائه من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها أنشطة الجماعات الطائفية المسلحة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ ومهاجمة البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء ببغداد، واصفاً إياها بـ"قوى اللادولة".

ووفقا لمصادر قضائية عراقية، فإن "جلسة محاكمة المتورط الأول باغتيال الباحث هشام الهاشمي عقدت يوم الأحد الماضي، (الـ15 من الشهر الحالي)، لكن عدم حضور المتهم الى المحاكمة دفع القضاة الى تأجيل جلسة الحكم للمرة الثالثة على التوالي".

وقال مصدر قضائي لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "أعضاء المحكمة لم يتوصلوا إلى أسباب عدم حضور المتهم بعملية الاغتيال، وطالبوا وزارة الداخلية العراقية بتوضيح أسباب عدم جلب المتهم إلى قاعة المحكمة، كما أن فريق المحاماة المكلف من عائلة الهاشمي يحاول معرفة سبب ذلك وحقيقة أن المتورط قد تم تهريبه من السجن".

وتحدث المصدر ذاته عن وجود "خشية حقيقية" من كون المتهم قد تم تهريبه من السجن الذي كان فيه شرقي العاصمة العراقية بغداد إلى خارج البلاد، بدعم من الفصيل المسلح الذي ينتمي إليه.

تعليقاً على ذلك، قال النائب المستقل في البرلمان العراقي باسم خشان، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن الحكومة مطالبة بـ"الكشف عن حقيقة وضع قاتل الهاشمي وأين هو الآن".

وأضاف خشان أن "هناك غموضاً في قضية محاكمة المتهم باغتيال الباحث هشام الهاشمي، خصوصاً بعد تأجيل جلسة المحاكمة أربع مرات، من دون حضور المتهم إلى جلسة محاكمته، وهذا ما يثير الشكوك والمخاوف، مع أنباء عن تهريب المتهم من المعتقل".

وبين خشان أنه "خلال الأيام المقبلة، سنعمل من خلال مجلس النواب على تقديم سؤال برلماني للجهات ذات العلاقة بشأن الغموض بقضية جلسة محاكمة قاتل الهاشمي، فلا يمكن كل هذا التأجيل مع غياب مصير المتهم بهذه الجريمة وصمت الجهات الرسمية حول هذه الأنباء".

واليوم الجمعة، دعا ناشطون عراقيون في كربلاء إلى تنظيم وقفة للكشف عن مصير قاتل الهاشمي.

وكتب الناشط المدني حيدر هادي في منشور له على حسابه بموقع "تويتر": "جماهير كربلاء الأحرار غدا سوف تكون وقفة احتجاجية لثوار كربلاء للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين وهروب قاتل الشهيد #هشام_الهاشمي وسوف يكون بيان لأخ الشهيد إيهاب مروان الوزني موجه للقضاء والحكومة التي ماطلت بدماء شهداء تشرين".

بدوره، طالب الكاتب والصحافي العراقي بهاء خليل الحكومة بتوضيح مصير قاتل الهاشمي بعد تأجيل آخر لجلسة محاكمة. وكتب خليل: "إن صحت الأخبار الواردة حول اختفاء المتهم بقتل الشهيد هشام الهاشمي، فعلى السيد مصطفى الكاظمي أن يقدم استقالته فورا لأنه لم يكن أميناً على إحقاق الحق ولأنه أخلف بوعده أمام الله والشعب وذوي الشهيد والاستقالة أضعف الإيمان".

وخلف اغتيال الباحث والأكاديمي الهاشمي صدمة لدى الأوساط الأكاديمية والسياسية والشعبية العراقية، وحتى الدولية، وبعد تحقيقات دامت عدة أشهر، تمكنت السلطات العراقية من القبض على المتورط الرئيس بعملية الاغتيال، وسط تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالقبض على المتورطين والمساعدين والمخططين للعملية ككل.

وعرض التلفزيون العراقي الحكومي تسجيلاً للمتهم، وهو من مواليد 1985 ويعمل منتسباً في وزارة الداخلية، حيث أقرّ بضلوعه في الجريمة وإطلاق النار على الهاشمي بقصد اغتياله لصالح جماعة لم يسمها، لكن تقارير ومصادر عراقية مختلفة تحدثت عن ارتباط الكناني بمليشيات نافذة حليفة لطهران في بغداد.

المساهمون