أضاف القضاء الجزائري حكما جديدا في حق رئيس حركة انفصالية تطالب بفصل منطقة القبائل، وتصنّفها السلطات الجزائرية حركة إرهابية، بتهمة التورّط في تدبير جريمة قتل، والتنكيل بشاب خلال حرائق منطقة القبائل في أغسطس/آب 2021.
وتضمّنت الأحكام التي أصدرتها محكمة الجنايات بالدار البيضاء، في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، مساء أمس الخميس، في القضية، حكما بالسجن المؤبد في حق رئيس حركة "الماك" الإرهابية، فرحات مهني.
وأصدرت المحكمة في السياق نفسه تأييد الأمر الدولي بالقبض عليه لمتابعته بتهم جنائية في هذه القضية، بعد إقرار ثلاثة من المتهمين الرئيسيين في القضية بانتمائهم إلى هذه الحركة التي تتهمها السلطات الجزائرية بالتورط في الحرائق، وفي الجريمة التي ارتكبت -بحسب النيابة العامة- بدوافع عرقية.
وسبق للقضاء الجزائري أن أصدر أحكاما سابقة في حق فرحات مهني (وهو مغنٍّ سابق أسس حركة للمطالبة بانفصال منطقة القبائل، يقيم في باريس، وزار إسرائيل أكثر من مرة)، بتهمة تدبير خطط لزعزعة استقرار البلاد، وتهديد الوحدة الوطنية، كما كان دعا سكان منطقة القبائل إلى تشكيل فريق أمني للدفاع الذاتي في القرى.
وترفض السلطات الفرنسية توقيف فرحات مهني، الذي يقيم على أراضيها، وتسليمه إلى السلطات الجزائرية، ويعد هذا الملف إحدى القضايا السياسية الخلافية بين الجزائر وباريس، وجرى الحديث بشأنها خلال الاجتماع الأمني غير مسبوق الذي عقد خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في نهاية أغسطس/آب الماضي.
ودانت المحكمة بالحكم نفسه، السجن المؤبد وأمر دولي بالتوقيف، أربعة عناصر من الحركة موجودين كلهم في حالة فرار خارج التراب الوطني، بينهم نائب رئيس هذه الحركة الإرهابية، إبراهيم بلعباس.
وكانت محكمة الدار البيضاء قد أصدرت، أمس، 49 حكما بالإعدام في حق 49 متهما في جريمة "الأربعاء الأسود"، بعد ثبوت تورطهم بحرق الشاب جمال بن إسماعيل في أغسطس 2021، خلال الحرائق المهولة التي شهدتها منطقة القبائل شرقي الجزائر، كما قضت المحكمة بإدانة 16 متهما آخرين، بالسجن عشر سنوات، والسجن خمس سنوات في حق ستة متهمين آخرين، وثلاث سنوات في حق أربعة متهمين في القضية، وصدر حكم بالسجن عامين في حق متهمة واحدة، وحصل 17 شخصا، بينهم سبعة كانوا غير موقوفين وتحت نظام الرقابة القضائية، على أحكام بالبراءة.
وتعود وقائع القضية إلى 11 أغسطس 2021، عندما أقدمت مجموعة من الشباب الغاضبين، في منطقة الأربعاء ناث إيراثن، بولاية تيزي وزو في منطقة القبائل شرقي الجزائر، على إخراج الشاب جمال بن إسماعيل، وهو فنان هاوٍ، من داخل سيارة شرطة، للاشتباه الخطأ في تورطه بإشعال حرائق مهولة كانت مشتعلة في غابات المنطقة.