الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد طارق معالي غرب رام الله بعد 63 يوماً من احتجازه

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
25 مارس 2023
تشييع الشهيد طارق معالي
+ الخط -

شيع أهالي قرية كفر نعمة، وأهالي قرى وبلدات غرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، اليوم السبت، جثمان الشهيد طارق معالي (42 عاما)، إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه في القرية، بعد 63 يوما على احتجاز جثمانه في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أعدمه مستوطن إسرائيلي يقيم في بؤرة استيطانية على قمة جبل الريسان الذي يتبع لثلاث قرى بينها كفر نعمة.

وانطلق الموكب الجنائزي من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، صباح اليوم، قبل أن يصل المشيعون بجثمانه إلى منزله، حيث ودعه أطفاله الثلاثة وليد (12 عاما)، وليث (8 أعوام)، وأحمد (6 أعوام)، وسط حالة من الحزن خيمت على عائلته، لا سيما والدته وزوجته وشقيقته اللواتي ودعنه داخل منزله الذي زاره للمرة الأخيرة.

وخرجت جنازة الشهيد وسط هتافات غاضبة، وقد لف جثمانه بالعلم الفلسطيني وراية حركة الجهاد الإسلامي، ووصل المشيعون إلى مسجد الفاروق في القرية، حيث أقيمت على جثمانه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر مباشرة، قبل نقله إلى مقبرة البلدة لمواراته في الثرى.

وكانت عائلة الشهيد تسلمت جثمانه أمس الجمعة، ونقلته إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله لاتخاذ الإجراءات الطبية والعدلية. وأكدت عائلة الشهيد، اليوم، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال عمد إلى تشويه جثمان الشهيد عبر إطلاق الرصاص في مناطق عدة من جسده، لا سيما رأسه.

وطالبت هدى معالي، شقيقة الشهيد، في حديث مع "العربي الجديد"، الهيئات الدولية بمحاكمة المستوطنين لأنهم تعمّدوا تشويه جثمانه، مضيفة: "كانوا يستطيعون إطلاق النار على قدميه واعتقاله لكنهم شوهوا جثمانه، وفجروا رأسه".

الاحتلال عمد إلى تشويه جثمان الشهيد عبر إطلاق الرصاص في مناطق عدة من جسده

وقال الأسير المحرر جمعة التايه، لـ"العربي الجديد"، "إن الرصاص ملأ جسده من رأسه إلى بطنه ويديه ورجليه، وقد تم تشويه جسده بالكامل".

بدورها، أكدت والدة الشهيد، عايشة معالي، في حديثها مع "العربي الجديد"، أنها حين رأت جثمان ابنها أمس، شعرت وكأنه اليوم الأول لاستشهاده، لكنها أكدت أن ما سيهوّن عليها أن له قبرًا الآن تزوره.

وقالت زوجة الشهيد ضحى معالي، لـ"العربي الجديد"، إن تسليم الجثمان كان مفاجئا للعائلة، حيث هيأت نفسها لمدة أطول أسوة بشهداء آخرين، خصوصا في ظل عدم وجود معايير لدى الاحتلال.

وأضافت زوجته أن أبناءها الأطفال حملوا مشاعر مختلطة، حيث فرحوا برؤية والدهم، وأنه سيكون له قبر، فيما حزنوا عندما رأوه شهيدا وجسده بارد من أثر ثلاجات الاحتلال. والشهيد معالي أسير محرر قضى في سجون الاحتلال عدة سنوات، وهو ناشط في حركة الجهاد الإسلامي. أما البؤرة الاستيطانية على جبل الريسان، والبعيدة مئات الأمتار عن بيته، فأقامها مستوطن عام 2018، ومنذ ذلك الحين وهو يضايق المزارعين أصحاب الأراضي المجاورة، ومنهم طارق معالي الذي يملك أرضا في الجبل.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..