الفلسطينيون يشيعون جثماني الشهيدين أبو عرام والعايدي في الخليل وطوباس

14 فبراير 2023
الاحتلال يواصل استهداف الفلسطينيين (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين، عصر اليوم الثلاثاء، جثماني الشهيدين هارون رسمي يوسف أبو عرام (25 عاماً) في يطا جنوبي الخليل، والفتى محمود ماجد محمد العايدي (17 عاماً) في مخيم الفارعة جنوبي طوباس.

وانطلق موكب تشييع أبو عرام بواسطة مركبات وسيارة إسعاف من أمام مستشفى أبو الحسن القاسم الحكومي في مدينة يطا بعد أن أقيمت له جنازة عسكرية هناك، وصولاً إلى منزله حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، قبل صلاة الجنازة.

بعدها انطلق موكب التشييع للشهيد الذي لف بعلم فلسطين وجابت مسيرة حاشدة شوارع يطا بمشاركة شعبية ورسمية من قوى الأمن الفلسطيني الذين أطلقوا الرصاص بالهواء تحية لروح الشهيد، ثم وصلت الجنازة لمقبرة عائلته في يطا، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى. وتخلل التشييع رفع أعلام فلسطين وترديد هتافات وطنية تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رئيس مجلس قروي مسافر يطا، نضال أبو يونس، لـ"العربي الجديد" إن الشهيد أبو عرام كان يسكن في منطقة الركيز بمسافر يطا، لكن الأهالي يقومون منذ عدة سنوات بدفن موتاهم بمقابر عائلاتهم في مدينة يطا، بعيدًا عن مساكنهم في المسافر، خشية أن يقوم الاحتلال بنبشها.

وشدد أبو يونس على أن استشهاد أبو عرام بعد نحو عامين من إصابته خلال محاولته تخليص مولد للكهرباء من جنود الاحتلال يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف مناطق "ج" بالضفة الغربية بمنع كل مقومات الصمود الفلسطيني في هذه المنطقة.

وأصيب أبو عرام في الأول من يناير/ كانون الثاني 2021، برصاصة في الرقبة من مسافة صفر أطلقها أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولة هارون تخليص مولد كهرباء من المصادرة كان اشتراه لعائلته التي تسكن خيمة وكهفاً، ويحرمها الاحتلال من بناء منزل من الطوب أو الحجر.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم، استشهاده متأثراً بإصابته التي أدت لشلل رباعي، وانغلاق في شرايين الساق ما أدى لبترها، وتقرحات حادة في الظهر والحوض، والتهابات حادة في الرئتين.

وفقد جراء الإصابة قدرته على التنفس الطبيعي، ومر أبو عرام برحلة علاج طويلة متنقلاً بين العديد من المستشفيات، وخضع لعدد من العمليات الجراحية، وبُترت قدمه اليمنى، وسط اتهامات من عائلته بوجود تقصير رسمي فلسطيني بقضية علاجه.

من جانب آخر، شيع آلاف الفلسطينيين عصر اليوم، جثمان الشهيد الفتى محمود العايدي بمسقط رأسه بمخيم الفارعة جنوبي طوباس. وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس شمالي الضفة ونقل جثمانه إلى المستشفى التركي الحكومي بمدينة طوباس، وأجريت له جنازة عسكرية أمام المستشفى بمشاركة قوى الأمن الفلسطيني.

بعد ذلك، أكمل المشيعون طريقهم بواسطة مسيرة مركبات وسيارة إسعاف باتجاه مخيم الفارعة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ثم نقل إلى مسجد أبو بكر الصديق بالمخيم وتم أداء صلاة الجنازة عليه.

عقب ذلك، حمل الشهيد على الأكتاف ملفوفًا بعلم فلسطين، وجاب المشيعون به بجنازة عسكرية شوارع مخيم الفارعة، على وقع إطلاق النار من قبل مسلحين في الهواء تحية لروح الشهيد، وصولاً إلى مقبرة المخيم حيث ووري جثمان الشهيد الثرى. ورفع علم فلسطين ورايات الفصائل الوطنية ورددت هتافات وطنية خلال التشييع، بحسب حديث رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة، عاصم منصور، لـ"العربي الجديد".

وأشار منصور إلى أن الفتى العايدي أصيب بجروح خطيرة خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم الفارعة فجر اليوم، تزامنًا مع اندلاع مواجهات بالحجارة وإطلاق مقاومين النار باتجاه تلك القوات، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منزلًا لاعتقال أحد الشبان لكنها لم تجده، فأطلقت كلبًا بوليسيًا على فتى نهش قدميه.

ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين إلى 49 شهيدا (4 شهداء برصاص المستوطنين)، بينهم 11 طفلا وسيدة مسنّة، وأسير في سجون الاحتلال.

في سياق منفصل، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بوابة حديدية على مدخل وادي قانا شمال غرب بلدة ديراستيا (شمالي الضفة)، لمنع تنقل المزارعين ووصولهم إلى المنطقة.

وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أصحاب المحال التجارية في شارع العوجا شمالي أريحا (شرقي الضفة) على إغلاقها وذلك لليوم الثاني على التوالي، فيما أجبرت عددًا من أصحاب المحال التجارية في بلدة حوارة جنوبي نابلس على إغلاقها بزعم رشق سيارة مستوطن بالحجارة.

وكان مستوطنون رشقوا الليلة الماضية، مركبات الفلسطينيين قرب بلدة حوارة، ما أدى لتضرر عدد منها، كما أصيب اليوم، الفلسطيني حسني أبو عاطف (62 عامًا) برضوض عقب اعتداء مستوطنين عليه بالقرب من بلدة برقة شمال غرب نابلس، ورشه بغاز الفلفل، وإعطاب إطارات مركبته، بحسب تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس.

من جانب آخر، يتعمد مستوطنون، ولليوم الثالث على التوالي، عرقلة سير العملية التعليمية في مدرسة ذكور عزون عتمة- بيت أمين الثانوية جنوبي قلقيلية، حيث يقومون مع بدء الدوام المدرسي بتشغيل أغانٍ باللغة العبرية بصوت مرتفع ومزعج.

وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة، واعتدت بوحشية على طالبة مدرسية. وحطّم مستوطنون، فجر اليوم الثلاثاء، مركبتين في واد المزين شرق الخليل، وخطوا عليهما شعارات عنصرية.

المساهمون