"الفتح المبين" ترد على قصف النظام السوري لإدلب وتستعد لكل الاحتمالات

07 أكتوبر 2023
القصف جاء رداً على تصعيد النظام السوري في إدلب (فرانس برس)
+ الخط -

كثفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشلكة من عدة فصائل عسكرية عاملة في (منطقة إدلب)، شمال غربي سورية، اليوم السبت، من استهدافاتها الصاروخية والمدفعية ضد النظام السوري، وذلك رداً على ارتكابه مجازر بحق الأهالي، في المنطقة الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي البلاد.

وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" استهدفت، اليوم السبت، بقذائف المدفعية والصواريخ، مواقع وثكنات ومقار عسكرية في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة.

وأشارت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إلى أن عمليات الاستهداف جاءت رداً على استهداف قوات النظام وروسيا بشكلٍ عشوائي معظم المدن والبلدات في منطقة إدلب، ووقوع عدد كبير من القتلى والجرحى غالبيتهم أطفال ونساء.

مسرحية سيئة

من جهته، يرى العقيد مصطفى بكور، وهو الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" العامل تحت مظلة غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التصعيد من قبل روسيا وقوات الأسد والمليشيات الإيرانية محضر له منذ مدة، بعد الحديث عن رغبة التحالف الدولي بإغلاق الحدود العراقية السورية لإجبار المليشيات الطائفية الإيرانية على مغادرة سورية وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة".

وبين أن "حادثة الكلية الحربية المفتعلة كانت مسرحية سيئة الإخراج لتكون ذريعة للتصعيد من أجل تحقيق العديد من الأهداف".

ولفت القيادي لدى المعارضة السورية إلى أن "الأهداف تكمن في إيصال رسالة أن إيران ستشعل المنطقة برمتها إذا هُددت مصالحها في الشرق الأوسط، ورسالة إلى الطائفة العلوية التي بدأت تعلو بعض الأصوات فيها مطالبة بالتخلي عن بشار الأسد كمدخل لإنهاء المأساة السورية ووضع العلويين بين خيارين إما الموت جوعاً أو الموت قتلاً على أيدي المليشيات الإيرانية؛ وقد هدد بشار الأسد وجهاء الطائفة بحرب أهلية ضمن الطائفة إذا ما تخلت الطائفة عن عائلة الأسد".

أشار بكور إلى أن "الهدف من استهداف الكلية الحربية أيضاً هو محاولة لحرف الأنظار عما يحصل في السويداء عن طريق إشغال الناس في مأساتهم نتيجة القصف المكثف والمجازر اليومية".

ولا يعتقد بكور أنه "توجد علاقة لفصائل الثورة بما حصل في حمص، والمتابع لآراء المحللين العسكريين والسياسيين يكتشف أن الجميع يحمّل الإيرانيين والنظام مسؤولية ما حصل بناء على تحليلات منطقية مبنية على الوقائع التي حصلت على الأرض"، موضحاً أن "الهدف من اتهام الفصائل الثورية بالعملية هو إثارة العصبية الطائفية لدى العلويين وجعلها أكثر التصاقاً بعصابة الأسد".

وأكد القيادي لدى غرفة عمليات "الفتح المبين" أن "التصعيد قد يستمر بعض الوقت إذا لم يحصل تدخل دولي لمنع التصعيد أكثر، أو رد قوي من الفصائل يجعل النظام والروس يعيدون حساباتهم".

وشدد على أن "غرفة عمليات الفتح المبين تقوم بالرد على مصادر النيران وتحسب حساب أن يستمر الوضع مدة طويلة، أو احتمال أن يتطور التصعيد إلى مواجهة عسكرية على الأرض"، لا سيما أن بكور لا يعتقد أن "الأمور تسير باتجاه مواجهة عسكرية على الأرض خلال الأيام القادمة، ولكن لا ينبغي أن نستبعد هذا الاحتمال بأي وقت، لذلك يجب الاستعداد بشكل جيد".

وبحسب منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، فإن 32 مدنياً بينهم 10 أطفال و4 نساء قُتلوا منذ يوم الأربعاء الفائت وحتى عصر اليوم السبت، بالإضافة إلى إصابة 167 مدنياً بينهم 50 طفلاً و30 امرأة، وذلك نتيجة تصعيد هجمات قوات النظام وروسيا على مدن وبلدات ريفي إدلب وحلب بالقصف الجوي والمدفعي والصاروخي، واستخدام أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً.

المساهمون