العليمي يزور الإمارات.. والحوثيون يعتبرون الهدنة "انتكاسة" لجهود السلام في اليمن

01 مايو 2022
اعتبر الحوثيون أن السلام أعيد "إلى مربعات مظلمة" (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

في وقت أجرى فيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي زيارة للإمارات السبت، التقى خلالها وليّ عهد أبوظبي محمد بن زايد، اعتبرت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) أن الهدنة الأممية تحولت إلى "انتكاسة" لجهود تحقيق السلام في البلاد.

ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة عن عضو الوفد التفاوضي عبد الملك العجري، قوله إن "كلّ يوم يمرّ من عمر الهدنة، تُغلق نافذة من النوافذ المشرعة للسلام"، قائلاً: "كنا نريد الهدنة فرصة للتقدم وحسم ملفات الحرب والحصار، إلا أن دول العدوان (التحالف) حولتها لانتكاسة أعادت السلام إلى مربعات مظلمة"، معتبراً أن "هناك سوء تقدير لموقفنا، وقريباً سيدركون خطأهم بعد فوات الأوان"، من دون أن يقدّم المزيد من التفاصيل.

وفي 1 إبريل/نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف السعودي الإماراتي، والقوات الحكومية، والحوثيين الموالين لإيران.

وخلال الأيام الماضية، تبادلت الحكومة اليمنية والتحالف من جانب، وجماعة الحوثي من جانب آخر، الاتهامات بارتكاب خروقات للهدنة السارية.

في غضون ذلك، أسف مسؤول ملف الأسرى لدى الحوثيين عبد القادر المرتضى لأن "تعنت وعرقلة العدوان" حالا دون أن يشهد شهر رمضان انفراجة في ملف الأسرى.

ونقلت وكالة أنباء "سبأ" الخاضعة للحوثيين، في وقت متأخر من مساء السبت، عن المرتضى قوله: "كنّا نأمل أن يشهد شهر رمضان المبارك انفراجة في ملف الأسرى، وقدمنا العديد من المقترحات والمبادرات والعروض لأجل ذلك، لكن للأسف تعنت وعرقلة مرتزقة العدوان حالا دون ذلك، وعلى الأمم المتحدة الضغط عليهم للوفاء بالتزاماتهم والكف عن هذا التعنت والعرقلة".

وكان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، قد أعلن الخميس نيته إطلاق سراح 163 من الحوثيين، وذلك ضمن مبادرة إنسانية لتثبيت الهدنة الحالية وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية، بعدما أعلن الحوثيون السبت الماضي إطلاق 42 من أسرى قوات الجيش الوطني التابع للحكومة اليمنية.

إلى ذلك، اتهمت الحكومة اليمنية، مساء السبت، جماعة الحوثي، بالتنصل من التزامها تخصيص عوائد سفن الوقود لدفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، في تصريح، إنه "رغم التزام الحكومة منح التصاريح لدخول سفينتين أسبوعياً إلى ميناء الحديدة تنفيذاً لبنود الهدنة، إلا أن المليشيا الحوثية لم تلتزم توجيه عائدات المشتقات النفطية لصرف المرتبات في مناطق سيطرتها".

ولفت إلى أن "الرسوم والجمارك التي سيتم تحصيلها (من قبل الحوثيين) من السفن المتفق على دخولها خلال شهري الهدنة تبلغ 90 مليار ريال (نحو 90 مليون دولار)". وأضاف أن "المبالغ تكفي لصرف مرتبات جميع موظفي الجهاز الإداري للدولة في مناطق سيطرة الحوثيين لمدة 3 أشهر".

وطالب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ "بتوضيح مصير عائدات المشتقات النفطية الواردة إلى ميناء الحديدة منذ بدء سريان الهدنة، ووضع آلية لصرفها كمرتبات لموظفي الدولة، وضمان عدم توجيهها لما يسمى المجهود الحربي (للحوثيين)".

العليمي في الإمارات

أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي زيارة للإمارات السبت، التقى خلالها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر البحر، في لقاء هو الأول من نوعه الذي يجمع الطرفين.

وأفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام"، بأن اللقاء بحث "مختلف أوجه العلاقات بين البلدين الشقيقين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك".

وأبدى بن زايد استعداد الإمارات لمساعدة اليمن بكل دعم "ممكن" وعلى جميع المستويات، مؤكداً "دعم الإمارات لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، للقيام بمسؤولياته الوطنية تجاه استقرار اليمن الشقيق وأمنه وتحقيق تطلعات شعبه إلى التنمية والتطور".

وقال إن "الإمارات لن تدخر جهداً في تقديم كل دعم ممكن لليمن الشقيق على جميع المستويات"، دون مزيد من التفاصيل بالخصوص.

وزيارة العليمي غير معلنة المدة هي الأولى للإمارات بعد توليه منصبه، وتأتي بعد زيارته للسعودية، التي بدأت الأربعاء، قادماً من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون