مقاتلو ردع العدوان  بحماة (العربي الجديد)
05 ديسمبر 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدينة حماة دخول مقاتلي المعارضة السورية ضمن معركة "ردع العدوان"، حيث استقبلهم الأهالي بترحيب، رغم مخاوفهم من ردود فعل انتقامية من النظام السوري.
- تعكس حماة رمزية كبيرة في المعارضة السورية، إذ كانت من أولى المدن التي واجهت انقلاب حزب البعث في 1963، وعانت من مذابح تاريخية، أبرزها مجزرة 1982 التي أودت بحياة نحو 40 ألف مدني.
- أكدت المعارضة سيطرتها على المدينة وسجنها المركزي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

أهالي حماة استقبلوا مقاتلي المعارضة وسط مخاوف من انتقام النظام

شائعات بثها النظام السوري عن عمليات قصف قد تطاول المدنيين

أقرّ النظام السوري بسيطرة فصائل المعارضة على مدينة حماة

رصد "العربي الجديد" اليوم الخميس اللحظات الأولى لدخول مقاتلي المعارضة السورية العاملين ضمن غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان" إلى مدينة حماة، قبيل الإعلان الرسمي عن السيطرة الكاملة عليها وطرد قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له منها. وتظهر الصور استقبال الأهالي مقاتلي المعارضة في المدينة، الذين أبدوا لـ"العربي الجديد" مخاوفهم من رّدة فعل انتقامية قد تلجأ لها قوات النظام، عقب سيطرة مقاتلي المعارضة عليها.

وتحدث بعض أهالي المدينة لـ"العربي الجديد" عن ساعات رعب عاشوها في ظل شائعات بثها النظام السوري عن عمليات قصف قد تطاول المدنيين بحال دخول فصائل المعارضة لها. وقالت فهمية السليم (53 عاماً)، التي فقدت التواصل مع أقاربها في تركيا منذ يومين، لـ"العربي الجديد": "عشنا حالة من الخوف، حتى بعد خروج النظام بقي هذا الخوف في داخلنا، أحد الشبان كلمني وهو من أصدقاء ابني الموجود في تركيا حالياً، وطمأنني بأن وضعنا في المدنية حاليا جيد، ولن يحدث لنا أي مكروه، وبعدها تكلمت مع ابني وطمأنته عني وعن والده وشقيقاته".

مقاتلو ردع العدوان في حماة (العربي الجديد)
مقاتلو المعارضة السورية بعد دخولهم مدينة حماة، 5 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

كما لاحظ "العربي الجديد" نزوح بعض الأهالي، الذين عبروا عن مخاوفهم من ردات فعل انتقامية عبر سلاح الطيران، وذلك بعد سيطرة المعارضة على المدنية، لكنهم عبروا في الوقت ذاته عن سعادتهم بدخول قوات المعارضة إلى المدينة.

رمزية حماة

ولمدينة حماة رمزية عالية في الشارع السوري المعارض، فهي من أول المدن السورية التي واجهت الانقلاب الذي قام به حزب البعث والعسكر في عام 1963، ودفعت أثماناً كبيرة وتعرّض أهلها لمذابح. كما أن للمدينة تاريخاً دامياً مع النظام، حيث تمردت المدينة في الستينيات من القرن الماضي، فدفع النظام في عام 1964 بقوات إلى المدينة قتلت نحو 100 من المحتجين، وقصفت مسجد السلطان في المدينة. وبقيت العلاقة بين حماة والنظام مضطربة وصولاً إلى فبراير/ شباط 1982، حيث ارتكبت قوات النظام إبّان حكم حافظ الأسد مجزرة في مدينة حماة بعد حصار محكم، أدت إلى مقتل نحو 40 ألف مدني، وفق تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تحت ذريعة محاربة جماعة الإخوان المسلمين.

مقاتلو ردع العدوان في حماة (العربي الجديد)
بعض الأهالي اختاروا النزوح من مدينة حماة خوفاً من انتقام النظام، 5 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

وأقرّ النظام السوري بسيطرة فصائل المعارضة على مدينة حماة وسط البلاد، معلناً أن قواته تتموضع خارج المدينة. كما سيطرت الفصائل على سجن حماة المركزي، وأطلقت سراح المعتقلين. وفي وقت سابق من اليوم، أكدت إدارة العمليات العسكرية لدى غرفة عمليات "ردع العدوان" توغل فصائل المعارضة السورية داخل أحياء مدينة حماة، وسط سورية، بعد معارك دامية مع قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى. وقالت إدارة العمليات العسكرية في بيانٍ لها، صباح الخميس، إن قواتها بدأت بالتوغل داخل أحياء مدينة حماة "بعد معارك دامية مع قوات نظام الأسد والمليشيات المدعومة من إيران، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى".