العراق ينجز استعداداته الأمنية لاحتضان المؤتمر الإقليمي في بغداد

25 اغسطس 2021
يعول العراق كثيراً على المؤتمر لحل الكثير من الأزمات (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الأربعاء، إكمال استعداداتها لتأمين مؤتمر بغداد الإقليمي المقرر انعقاده في العاصمة العراقية السبت المقبل، بمشاركة دول الجوار وعدد من الدول العربية، فضلاً عن فرنسا وممثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فيما أعلنت وزارة الخارجية العراقية تشكيل لجنة تحضيرية لإتمام جميع الإجراءات المتعلقة بمؤتمر بغداد. 

ومنذ منتصف الشهر الجاري، بدأت القوات العراقية بتطبيق خطة مبكرة لتأمين العاصمة، ضمن استعداداتها لتأمين المؤتمر. وتضمنت الخطة عمليات عسكرية لسد الثغرات أمام تسلل عناصر تنظيم "داعش" إلى العاصمة، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في عدد من مناطق العاصمة، ولا سيما القريبة من مطار بغداد والمنطقة الخضراء، التي ستعقد فيها أعمال المؤتمر.

وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن "القوات الأمنية أكملت استعداداتها وأطواقها الأمنية والعمل على إعداد خطط كفيلة بأن تحمي الأهداف الحيوية"، مبينا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "القوات تقوم بإجراءات حيوية وكبيرة من حيث وضع الخطط لتأمين مداخل بغداد ومخارجها".

وأضاف أن "العراق مقبل على مؤتمر دولي، وهي رسالة واضحة إلى العالم والمستثمرين بأن البلاد تتمتع باستقلالية وأجواء صالحة للاستثمار والبناء".

وركزت الخطة الأمنية المنجزة على محورين رئيسيين، الأول تعزيز الجهد الاستخباري في العاصمة، والثاني بدء الانتشار العسكري فيها.

وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "العاصمة بغداد مؤمنة بشكل كامل لاستقبال الضيوف من قادة الدول العربية والأجنبية"، مبينا أن "الخطة تم البدء بتنفيذها حاليا، من خلال الانتشار الأمني المكثف في عدد من المناطق الحساسة، والتركيز على الجهد الاستخباري فيها".

وشدد الضابط على أن "الخطة بمحاورها الحالية أثبتت نجاحا خلال الأيام الأخيرة، من خلال ضبط الأمن في العاصمة"، مشيرا إلى أن "العديد من الجهات الأمنية تشارك في العملية، من شرطة وجيش وجهاز مكافحة الإرهاب وغيرها".

ويعول العراق كثيرا على المؤتمر لحل الكثير من الأزمات، ولا سيما أنه سيناقش العديد من الملفات التي تهم العراق والمنطقة، ومن بينها ملفات الأمن والحرب على تنظيم "داعش"، والحدود والمياه والتجارة والاستثمار والنقل والصحة، وقضايا سياسية عدة، وقد جرى تصنيف الملفات بحسب أهمية ارتباطها بالعراق.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء، تشكيل لجنة تحضيرية لإتمام جميع الإجراءات المتعلقة بمؤتمر بغداد، المقرر انعقاده السبت المقبل، مؤكدة تطلعها الى مشاركة عالية المستوى في المؤتمر.

ومن المقرر أن تشارك في المؤتمر دول جوار العراق وعدد من الدول العربية، فضلاً عن فرنسا وممثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم المؤتمر نزار الخير الله، في مؤتمر صحافي عقده ببغداد، إن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شكل لجنة تحضيرية لتجهيز جميع الإجراءات المتعلقة بالمؤتمر"، مؤكداً "تطلع العراق لمشاركة على مستويات عليا، إذ إن الحضور الدولي ضرورة لتعزيز الدور العراقي".

وأضاف أن "مؤتمر بغداد برعاية عراقية واستجابة قادة الدول كانت لثقتها بالدور العراقي"، مشيراً إلى أن "هنالك رغبة جدية للحكومة في بناء شراكات اقتصادية مع دول المنطقة".

وأشار إلى "حرص العراق على إيجاد حالة من التوافق لإنجاح المؤتمر، الذي ستطرح فيه ملفات مشتركة"، معتبراً أن "مجيء القادة في هذا التوقيت الزمني يؤسس إلى تأكيد التزامهم بوحدة وسيادة العراق".

ولفت إلى "رغبة باريس في دعم العراق والمساهمة بإعادة الإعمار، كذلك مبادراتها السابقة في إطفاء الديون ضمن نادي باريس".

وعبرت قوى سياسية عراقية عن دعمها لانعقاد المؤتمر، واعتبر النائب عن "تحالف سائرون" الذي يتزعمه "مقتدى الصدر" سلام الشمري، أن عقد المؤتمر خلال الفترة الحالية، خطوة مهمة لتعزيز استقرار العراق والمنطقة. 

وقال الشمري، في بيان، إن "العراق والمنطقة يمران بمرحلة حساسة تتطلب من الجميع البحث الجدي عن حلول واقعية تنهي الأزمات وتعزز الأمن والاستقرار، ليس في العراق وحده، بل بعموم المنطقة".

وأكد أن "لقاء قادة دول الجوار أو من يمثلهم في بغداد سيعطي مكانة جديدة للعراق تعيد له مكانته المتميزة في المنطقة والعالم"، معرباً عن أمله بأن "يكون المؤتمر بداية لنهاية الخلافات بين بعض دول الجوار، في ظل الحاجة لإنهائها مع المتغيرات المتسارعة التي طرأت في منطقة الشرق الأوسط".

وشدد على "ضرورة وضع التحديات التي تواجه العراق بمقدمة فقرات المؤتمر، وأن يكون داعماً للعراق بكافة المجالات".

دلالات
المساهمون