استمع إلى الملخص
- أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد 21 إرهابياً من تنظيم "بي كي كي"، مؤكدة استمرار الجيش التركي في مكافحة الإرهاب، بينما زار وزير الداخلية العراقي أنقرة لبحث التعاون الأمني.
- تشهد المنطقة توترات متزايدة مع تصاعد الاشتباكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" والجيش الوطني السوري، مما يدفع بغداد لتعزيز التنسيق الأمني مع أنقرة.
نقلت وسائل إعلام تركية، عن مصادر من جهاز الاستخبارات، قولها إنها "تمكنت من تحييد القيادي في حزب العمال الكردستاني فرات سيريهان المطلوب بالنشرة الرمادية، من خلال عملية في إقليم كردستان، شمالي العراق"، وأنّ سيريهان، هو الاسم الحركي لـ"هوكير باطمان".
وأضافت أنّ سيريهان كان يوفر أسلحة وذخيرة لحزب العمال في منطقة "عملية المخلب ـ القفل"، وتحديداً منطقة كارة التي تقع شمال شرق مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق، موضحة أن "الاستخبارات التركية تمكنت من تحييد سيريهان وعدد من عناصر الحزب برفقته، حيث كانوا موجودين بهدف تنفيذ عملية ضد القوات التركية".
كذلك أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، "تحييد 21 إرهابياً من تنظيم بي كي كي، 20 منهم في شمال سورية، و1 في شمال العراق"، مؤكدة في بيان أنّ "الجيش التركي يواصل اتخاذ التدابير اللازمة في إطار مكافحة الإرهاب". في الأثناء، وصل وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، إلى العاصمة التركية أنقرة. وبحسب بيان للسفارة العراقية في أنقرة، فإنّ "الشمري وصل إلى أنقرة، على رأس وفد رفيع المُستوى، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من نظيره التركي علي يرلي قايا".
ووفق البيان، فإنّ "من المقرر أن يعقد الوزير جلسة مباحثات ثنائية رسمية مع نظيره التركي، تتناول عدداً من الملفات المشتركة بين الجانبين، إذ سيبحثان أطر التعاون المشترك في العديد من الملفات المهمة، خصوصاً في مكافحة الجريمة بجميع أشكالها وتبادل المعلومات والخبرات وتأمين الحدود المُشترَكة". كذلك، التقى الشمري وزير الدفاع التركي، يشار كولر، "لبحث تعزيز التعاون الأمني، وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين".
وزير الداخلية السيد عبد الأمير الشمري، وخلال زيارته الى تركيا يلتقي وزير الدفاع التركيّ، السيد يشار كولر ويبحث معه تعزيز التعاون الأمنيّ المُشترَك وتبادل المعلومات والخبرات .
— وزارة الداخلية العراقية (@socialmoigoviq) December 25, 2024
••••••••••••••
المكتب الإعلامي للسيد وزير الداخلية
25- كانون الأول 2024 pic.twitter.com/EqTELWFfjX
وبحسب مصدر سياسي عراقي، فإنّ "زيارة الشمري لأنقرة، تأتي لبحث مستجدات الوضع الأمني على منطقة تلاقي الحدود العراقية التركية السورية، والتهديدات التي قد تحدث مع تأزم الأوضاع فيها، وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "بغداد وأنقرة تحظيان بعلاقة أمنية ممتازة، وأنّ العراق يبحث عن مزيدٍ من التنسيق مع تركيا لمنع أي تحديات أمنية".
وأعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أمس الاثنين، أنها شنّت هجوماً مضاداً على "الجيش الوطني السوري"، في منطقة منبج، شرقي حلب شمالي سورية، بذريعة استعادة مناطق بالقرب من الحدود الشمالية مع تركيا، حسبما أفادت وكالة أسوشييتد برس، فيما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسلحين الأكراد بالتحييد إذا لم يلقوا سلاحهم.
وهدد أردوغان القوات الكردية الموجودة في شمال وشمال شرق سورية بأنهم سيدفنون في سورية إذا لم يلقوا السلاح. وقال: "إما أن يلقي المسلحون الأكراد في سورية أسلحتهم وإما أن يُدفنوا في الأراضي السورية مع أسلحتهم"، مضيفاً أنّ بلاده ستفتتح قنصلية تركية في حلب بسورية قريباً، و"سنسمح بدخول وخروج اللاجئين السوريين لبعض الوقت، ونتوقع زيادة في حركة المرور في الصيف بمجرد إغلاق المدارس".
وترتبط بغداد و"قسد" بعلاقة أمنية مستقرة تقريباً، لكنها باتت تمثل تحدياً مع الهجمات التي تمارسها "قسد" ضد قوات "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا. ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، اشتدت الاشتباكات بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري"، الذي استولى على مدينة منبج الرئيسية والمناطق المحيطة بها، فيما يقف العراق أمام هذه التحديات ويخشى من تمددها إلى أراضيه.
من جهته، لفت المحلل السياسي الكردي ميران سعيد، إلى أن "بغداد لا تريد أي انعكاسات لتوتر العلاقة بين الأتراك وقسد، كما أنها تؤكد تغاضيها عن العمليات العسكرية في شمال العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "لبغداد وأنقرة علاقات أمنية وقضائية، وهذه الزيارات تأتي لتثبيت الاتفاقات، بالإضافة إلى فهم وجهات النظر حول التغيرات في المنطقة، وضمنها الوضع السوري الجديد، الذي يبدو العراق محرجاً من التعامل معه".
وتنفذ القوات التركية "عملية المخلب ـ القفل"، التي أطلقتها في منتصف إبريل/ نيسان 2022، وهي تستهدف مواقع وتحركات "العمال الكردستاني" ومسلحيه في مناطق متين والزاب وأفشين ـ باسيان في إقليم كردستان العراق. ويتكتم مسلحو "الكردستاني" على حجم الخسائر والأضرار التي تنجم عن العمليات التركية داخل العراق، إذ لم يصدر عنها أي توضيح بشأن ذلك.
وينتشر حزب العمال الكردستاني في مناطق متفرقة من إقليم كردستان إلى جانب مناطق غرب نينوى، أبرزها سوران وسيدكان وقنديل وزاخو والزاب والعمادية وحفتانين وكاني ماسي، إلى جانب مخمور وسنجار. ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات التركية البرية والجوية مقار الحزب الذي تنصفه أنقرة منظمة إرهابية ومسلحيه في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لشنّ عمليات مسلحة في الداخل التركي بحسب الرواية الرسمية في أنقرة.