قال مسؤول محلي في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، إن وجود مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في مناطق تابعة للإقليم بالقرب من الحدود مع تركيا، فرض قيوداً على حركة عشرات القرى الحدودية، بالإضافة إلى المناطق التي أفرغت من سكانها في أوقات سابقة بسبب القتال بين الجيش التركي و"العمال الكردستاني".
وتنفذ القوات التركية منذ الثالث والعشرين من شهر إبريل/نيسان الماضي، عمليات برية وجوية جديدة هي الثانية من نوعها منذ يونيو/حزيران العام الماضي، ضد مسلّحي حزب "العمال" المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، وأطلقت أنقرة على تلك العمليات اسم "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، حيث ينشط مسلحو حزب "العمال" في تلك المناطق ويستخدمونها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات إرهابية متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.
وأكد منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان العراق، ديندار زيباري، أن وجود حزب "العمال الكردستاني" في الإقليم فرض قيوداً على الحركة في 169 قرية حدودية مع تركيا.
وأشار إلى أن القتال الدائر في المناطق الحدودية بين الجيش التركي، وعناصر "العمال الكردستاني" أدى إلى ارتفاع نسبة النزوح في هذه المناطق، مبيناً في إيجاز قدمه للصحافيين في مدينة أربيل أن المعارك الأخيرة تسببت بنزوح 1500 مواطن، وتهجير سكان 22 قرية.
ولفت إلى أن 85 قرية أخرى تابعة لمنطقة شيلادزه في محافظة دهوك أخليت خلال السنوات السابقة، بسبب وجود حزب "العمال"، مؤكداً وجود محاولات لزعزعة الاستقرار بالمناطق الحدودية مع تركيا.
من جهته، أكد رئيس بلدة دركار في محافظة دهوك، أديب جعفر، والتي شهدت أمس الثلاثاء مقتل عنصر بالبيشمركة على يد حزب "العمال"، أن القتال تسبب بإخلاء 17 قرية تابعة للبلدة، وعدم القدرة على إعمار 53 أخرى، موضحاً خلال تصريح صحافي، أن سكان هذه القرى غير قادرين على زيارتها واستئناف أعمالهم في مزارعهم.
ولفت إلى أن المواجهات التي تشهدها هذه المناطق تحول دون قدرة حكومة إقليم كردستان على إعمارها، وإيصال الخدمات اليها، بعد أن غادرها سكانها للنجاة بأنفسهم، مطالباً بإبعاد الحرب عن أراضي إقليم كردستان.
وقامت لجنة مشتركة تضم ممثلين عن البرلمان العراقي في بغداد، وبرلمان إقليم كردستان، أمس الثلاثاء، بزيارة إلى المناطق الحدودية في محافظة دهوك، والتي تشهد مواجهات متكررة بين الجيش التركي وحزب "العمال الكردستاني"، بحسب مسؤول كردي أكد لـ "العربي الجديد" أن اللجنة اطلعت عن كثب على الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في هذه المناطق التي اضطر أغلب سكانها إلى المغادرة خوفاً على حياتهم، مبيناً أنها ستقوم برفع توصياتها إلى حكومتي بغداد وأربيل.
وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة قرارات عراقية مهمة بشأن الأوضاع المتوترة على الحدود مع تركيا، بعد اقتناع اللجنة بأن استمرار وجود حزب "العمال" يمثل بؤرة التوتر في المناطق الحدودية".
وأكد محافظ دهوك علي تتر، أن حزب "العمال الكردستاني" قوة غير شرعية في إقليم كردستان، مشيراً في حديث نقلته وسائل إعلام كردية، إلى أن "الهجمات التي يقوم بتنفيذها على قوات البيشمركة هي عمليات إرهابية". وأضاف "نحن لسنا مع الحرب والاقتتال، ولا رغبة لدينا بخوض القتال مع أي جهة سياسية، وندعو كافة القوات الغريبة عن العراق واقليم كردستان لمغادرة أراضي الإقليم ونقل صراعهم الى أراضيهم، ومن الأفضل أن يتوصل الجانبان الى حل بالطرق السلمية وعبر الحوار".
وأعلنت سلطات إقليم كردستان مقتل عنصر بالبيشمركة بنيران قناص تابع لحزب "العمال" في محافظة دهوك أمس الثلاثاء، وذلك بعد أقل من أسبوع على مقتل 5 مقاتلين بالبيشمركة وإصابة 7 آخرين بكمين نصبه "العمال الكردستاني" بالمحافظة ذاتها.