لقاءات المبعوثة الأممية إلى العراق مع زعامات مقربة من إيران تثير التساؤلات

02 أكتوبر 2020
بلاسخارت وعبد العزيز المحمداوي (تويتر)
+ الخط -

أثارت لقاءات أجرتها مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق جينين هينيس بلاسخارت مع قيادات سياسية، وأخرى بممثلين عن فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، تساؤلات حول سببها ونتائجها، وسط دعوات ألا تكون مبنية وفقا لمصلحة تلك الجهات على حساب مصلحة البلاد.

لقاءات بلاسخارت تأتي في ظل أزمة يمر بها العراق، نتيجة لقرار واشنطن إغلاق سفارتها ببغداد، بسبب اتساع دائرة القصف الذي تتعرض له مواقعها في العراق من قبل فصائل موالية لإيران، وسط محاولات من قبل الحكومة لثني واشنطن عن قرارها، وأخذ تعهدات من الفصائل بوقف هجماتها.

ووفقا لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لـ"الحشد الشعبي"، فإن زعيم مليشيا "كتائب حزب الله"، والذي يشغل حاليا بالوقت نفسه منصب رئيس أركان "هيئة الحشد الشعبي"، عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ"الخال"، التقى بلاسخارت في مقر لـ"الحشد الشعبي" ببغداد.

وذكر البيان أن "الطرفين بحثا تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، وملاحقة بقايا (داعش) التي تحاول تعكير صفو الأمن والاستقرار في بعض المناطق".

ونقل البيان عن المحمداوي قوله إن "هيئة الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ترتبط بالدولة العراقية وتخضع لقرارات القائد العام للقوات المسلحة، وإن الحشد مستمر في جهود مكافحة الإرهاب وإعادة العوائل النازحة، حيث قام بجهد أمني وخدمي كبير لتهيئة الأجواء لإنهاء ملف النازحين في العراق".

وشدد على "ضرورة الوقوف مع الدولة وقراراتها واحترام هيبتها"، مشيداً بـ"دور الأمم المتحدة في دعم ومساعدة العراق".

وكانت بلاسخارت قد أجرت، أمس الخميس، لقاء مع رئيس ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، وبحثت معه "القضايا والمستجدات السياسية والأمنية التي يشهدها العراق والمنطقة".

وأكد المالكي، خلال اللقاء، أن "التصعيد الذي يشهده العراق هو انعكاس لحدة الصراع الدولي_ الإقليمي والإقليمي_ الإقليمي في المنطقة، وهذا ما حذرنا منه كثيراً"، مشيراً إلى أن "الهجمات التي تعرض لها معسكر حرير في أربيل تزيد المشهد تعقيداً، لا سيما أنها فتحت الاحتمال على دخول فصائل مختلفة في موضوع الخلاف على وجود القوات الأميركية وبقائها أو انسحابها، وأنها لا تصب في مصلحة استقرار البلاد"، وفقا لبيان صدر عن مكتبه.

من جهته، أكد مسؤول حكومي عراقي أن "المبعوثة الأممية بدأت بلعب دور الوسيط، بين الحكومة وأطراف سياسية وأخرى مسلحة مرتبطة بإيران، في محاولة لثني تلك الفصائل عن التصعيد"، كاشفة أن لقاء بلاسخارت، اليوم الجمعة، جرى بحضور شخصيات من عدة فصائل مسلحة، أبرزها "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"الطفوف"، وجرى التطرق إلى ملف المدن التي تسيطر عليها المليشيات منذ سنوات وترفض عودة أهلها إليها، مثل جرف الصخر والعوجة ويثرب والعويسات ومناطق أخرى.

وأكد المسؤول ذاته، لـ"العربي الجديد"، أن "المبعوثة ستجري أيضا لقاءات مع الجانب الأميركي ومع الحكومة العراقية".

وأشار إلى أن "نتائج مساعي بلاسخارت لم تعرف حتى الآن، لكنها ستواصل لقاءاتها خلال اليومين المقبلين". عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، رامي السكيني، تساءل عن مخرجات تلك اللقاءات التي أجرتها المسؤولة الأممية، ودعا لـ"أن تكون اللقاءات مبنية وفقا لمصلحة العراق، لا مصلحة أطراف سياسية أخرى".

وقال السكيني لـ"العربي الجديد": "يجب أن يكون تدخل بلاسخارت ولقاءاتها وفقا لمصلحة العراق، وليس لمصلحة بعض الجهات السياسية، أو غيرها، والتي تريد أن تتسبب باضطراب في العراق وإقحامه في خسائر كبيرة"، مبينا أن "الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دور الوسيط بين الحكومة وبين الفصائل وبين الإدارة الأميركية، لكن يجب أن يكون ذلك وفقا لمصلحة البلاد".

وأكد أن "موقف الأمم المتحدة هو عامل تهدئة في الأزمة التي يمر بها العراق، والتي قد تكون لها انعكاسات خطيرة عليه"، معتبرا أنه "اليوم ليس بالضرورة أن يكون هناك شرعية لتلك الفصائل حتى تجرى اللقاءات معها، هي موجودة على الواقع، وهناك اضطراب بالساحة العراقية وتصفية حسابات، يحتمان التدخل والوساطات للخروج من الأزمة".

وتساءل عن "مخرجات اللقاء ومضامينه، وانعكاساته في ما يتعلق بحل الأزمة".

أما النائب السابق عبد الكريم عبطان فقد قال، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمم المتحدة بدأت تدخل على خط الأزمة العراقية من خلال توجيه النصيحة إلى تلك الفصائل، ودعوتها إلى عدم التصعيد، لا سيما في المرحلة التي يمر بها العراق حاليا، إذ إن التصعيد سيجعل العراق بعزلة دولية كبيرة، على اعتبار أن الفصائل مسجلة ضمن (الحشد الشعبي)، وضمن وزارة الدفاع، عليها حماية الدولة، ومنع أي عمليات تسيء لها".

وأشار إلى أن "العراق يحتاج إلى فرض هيبة الدولة والنظام وحماية الهيئات الدبلوماسية والبعثات"، مؤكدا أن "طريق الحوار هو الكفيل بتجاوز الأزمات، لا سيما أن هناك مشكلة".

المساهمون