العراق: صدامات بين الأمن ومتظاهرين في الناصرية وإدانة أممية لـ"العنف الدامي"

23 فبراير 2021
استخدم عناصر الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين (فرانس برس)
+ الخط -

تجدّدت، اليوم الثلاثاء، الصدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) جنوبي العراق، بعد أقل من 24 ساعة على سقوط قتيلين من المحتجين وإصابة أكثر من 20 آخرين بنيران قوات عراقية في المدينة.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القوات العراقية استخدمت الغاز المسيل للدموع، وأطلقت النار في الهواء، لتفريق متظاهرين تجمعوا قرب مبنى الحكومة المحلية في ذي قار، طالبوا بمحاسبة القوة التي اعتدت على المتظاهرين أمس الاثنين، وأكدوا إصرارهم على إقالة المحافظ ناظم الوائلي ونائبيه.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن استخدمت القوة لتفريق التظاهرات، ما تسبب بحدوث صدامات أسفرت عن حدوث إصابات بين صفوف المحتجين، لافتة إلى قيام متظاهرين بقطع جسر النصر وسط الناصرية.

وشهدت الناصرية، خلال تظاهرات حاشدة طالبت بإقالة المحافظ ومحاسبة قتلة المتظاهرين الاثنين، أعمال عنف، بعدما استخدم عناصر الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، ما أدّى لسقوط قتيلين و23 جريحاً.

ودانت بعثة الأمم المتحدة في العراق، اليوم الثلاثاء، أعمال العنف التي رافقت تظاهرات مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، أمس الاثنين.

وقالت البعثة في بيان "ندين بشدة أعمال العنف الدامية الأخيرة في ذي قار، وندعو السلطات مرة أخرى إلى وضع حد للإفلات من العقاب". وشددت على ضرورة تقديم المسؤولين عن الهجوم على متظاهري الناصرية، والاعتداءات التي سبقته، للعدالة، مشيرة إلى أن "الحل الهادئ والسلمي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً".

وهاجم محافظ ذي قار ناظم الوائلي، الثلاثاء، احتجاجات الناصرية، قائلاً إن "ما حصل من أحداث أخيرة لا يمت للتظاهرات الحقيقية بصلة، ولا يمثل المتظاهرين السلميين ومطالبهم المحقة، حيث تجمعت مجموعة من الشبان المغرر بهم من قبل أصحاب المصالح وتجار الدم الذين لا يريدون الاستقرار والأمن لهذه المدينة التي عانت الأمرين"، معبراً عن شكره للقوات الأمنية.

ولم يتطرق محافظ ذي قار إلى الجهة الأمنية التي قتلت متظاهرين اثنين وأصابت آخرين خلال تظاهرات الاثنين، كما أن بيانه لم يشر إلى الأطراف التي تسببت بعمليات اغتيال وتهديد واستهداف للناشطين في التظاهرات.

وقال أحد ناشطي تظاهرات ساحة الحبوبي في الناصرية، لـ "العربي الجديد"، إن الوائلي وبقية المسؤولين والقادة العسكريين في ذي قار يتحملون المسؤولية عن دماء المتظاهرين التي تسيل منذ أكثر من عام، موضحاً أن التظاهرات في المدينة تتراجع أحياناً، لكنها لا يمكن أن تنتهي. وبيّن أن المحتجين يصرّون على مطلب إقالة محافظ ذي قار ونائبيه، بالإضافة إلى المطالب الأخرى وفي مقدمتها محاسبة قتلة المتظاهرين، والكشف عن مصير الناشطين المختطفين.

وأمهل المحتجون رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي 7 أيام لإقالة محافظ ذي قار جنوبي العراق ناظم الوائلي، والكشف عن المتورطين في أحداث ليلة أمس (الاثنين) بمدينة الناصرية، التي أسفرت عن مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 23 آخرين بنيران عناصر الأمن.

وشيع أهالي الناصرية، في وقت سابق الثلاثاء، الضحايا الذين سقطوا في التظاهرات، وأحدهم فتى في السابعة عشرة من العمر، ليل أمس، وسط هتافات وتوعد بمحاسبة المجرمين، محملين الحكومة مسؤولية ما يجري من قمع ممنهج ضد المتظاهرين.

المساهمون