العراق: الصدر يمنح "الإطار التنسيقي" مهلة للتفاوض مع جميع الكتل لتشكيل حكومة أغلبية وطنية من دون كتلته

31 مارس 2022
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (علي النجفي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، منحه تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم قوى سياسية توصف بأنها حليفة لإيران، فرصة لنحو 40 يوماً للتفاوض مع جميع الكتل السياسية لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، مؤكداً أن كتلته، الكتلة الصدرية، لن تكون جزءاً منها.

وقال الصدر، في تغريدة له، إنه "يشكر الله أن مكنه ومن معه أن يكون الكتلة الفائزة الكبرى في الانتخابات البرلمانية، بفوز لم يسبق له مثيل، كما كنت أول من نجح بتشكيل الكتلة الكبرى وطنيا (إنقاذ وطن) وترشيح رئيس وزراء مقبول من الجميع"، مؤكداً أنّ "تلك التحالفات أزعجت الكثير فعرقلوا وما زالوا يعرقلون".

وأكد أنه "لأجل أن لا يبقى العراق بلا حكومة فتتردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والخدمية وغيرها، أمنح الثلث المعطل (الإطار التنسيقي) فرصة للتفاوض مع جميع الكتل بلا استثناء، لتشكيل حكومة أغلبية وطنية من دون الكتلة الصدرية"، مبيّناً أنّ "الفرصة ستكون من أول يوم رمضان حتى التاسع من شوال المقبل"، داعياً كتلته إلى "عدم التدخل بذلك لا إيجاباً ولا سلباً".

وتأتي خطوة الصدر بعد يوم واحد من فشل البرلمان العراقي، للمرة الثانية على التوالي خلال أقل من أسبوع، في المضي بجلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني المطلوب لعقدها، بواقع 220 نائباً من أصل 329 نائباً، إذ نجح تحالف "الإطار التنسيقي" في تعطيل الجلستين، ما حال دون مضي مشروع تحالف "إنقاذ وطن"، الذي يضم "التيار الصدري" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" وتحالف "السيادة"، في تمرير منصب رئيس الجمهورية، والذي يترتب عليه أن يتولى مهمة تكليف مرشح الكتلة الكبرى بتشكيل الحكومة الجديدة.

ولم يرد تحالف "الإطار التنسيقي" بعد على دعوة الصدر، في وقت كان يأمل فيه "الإطار" بعودة الحوار مع التيار الصدري، سيما بعد إخفاق الأخير بتأمين نصاب جلسة اختيار رئيس الجمهورية.

ويسعى "الإطار التنسيقي" لإطلاق مبادرة للخروج من حالة الانسداد السياسي، من دون أن يكشف عن تفاصيلها، لكن مصادر سياسية في بغداد قالت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق من اليوم، إنّ المبادرة تأتي ضمن حراك إيراني جديد لحلّ الأزمة بين الفرقاء السياسيين.

النائب في البرلمان السابق، عن القوى الكردية، أحمد حمه، علّق على دعوة الصدر، وقال في تغريدة له، إنّ "الإطار التنسيقي والمتحالفين معه، لا يقبلون بتشكيل حكومة الأغلبية كما طرح الصدر، يقولون بأنهم لم ولن يشكلوا حكومة من دون تشكيل الكتلة الكبرى شيعياً، لأن الغاية بالنسبة لهم بقاء المكون موحداً".

وفسّر مختصون في الشأن السياسي، دعوة الصدر على أنها توجه من قبله نحو المعارضة. وقال الباحث في الشأن السياسي، علي البيدر، في تغريدة له، إنّ "ذهاب الصدر إلى المعارضة يعني تأزيم الموقف أكثر، ثلثان وطنيان لم يتمكنا من تشكيل الحكومة، فكيف بثلث مُعَطّل؟".

يشار إلى أنّ الإخفاق الجديد بعقد الجلسة يضع الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ نحو 5 أشهر أمام منعطفات جديدة، بعد تلويح كتل سياسية بحلّ البرلمان، والذهاب إلى انتخابات جديدة مبكرة، وطرح قوى أخرى الذهاب إلى المحكمة الاتحادية العليا في العراق بشأن الفراغ الدستوري المترتب عن الإخفاق في اختيار رئيس جديد للجمهورية، الذي يتولى بعد تسميته تكليف الكتلة الكبرى تشكيل الحكومة.