لم تتمكن القوى السياسية الكردية التي حصلت على نحو 60 مقعدا في الانتخابات العراقية 2021، التي جرت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من تشكيل تحالف موحد لغاية اليوم، رغم تأكيدات قيادات كردية أن الذهاب إلى بغداد للتفاوض بشأن الحكومة الجديدة يجب أن يكون من خلال وفد واحد يضم القوى الفائزة في الانتخابات والممثلة لإقليم كردستان العراق.
وعلى خلاف الانتخابات السابقة حيث كانت القوى الكردية أول من تقيم تحالفاً فيما بينها، يؤكد سياسيون عراقيون أكراد أن الخلافات بشأن المناصب، التي أعتيد عرفا أن تكون من حصة القوى الكردية في إقليم كردستان العراق، تقف وراء تأخير تشكيل تحالف كردي واحد. ومن أهم تلك المناصب رئاسة الجمهورية العراقية التي يتمسك بها حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، في حين يعدها "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم بالإقليم استحقاقا انتخابيا له.
وظل "الاتحاد الوطني الكردستاني" محتكرا منصب رئاسة الجهورية منذ 16 عاما، إذ تولاها رئيس الحزب الراحل جلال طالباني منذ 2005 حتى 2014، تلاه القيادي في الحزب فؤاد معصوم عام 2014، وأخيرا برهم صالح، وهو أيضا قيادي في الحزب، وأصبح رئيسا للعراق في العام 2018.
وأكد القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني" محمود خوشناو وجود خلافات سياسية مع الغريم التقليدي له في الإقليم؛ "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، بشأن توزيع المناصب، موضحا خلال تصريح صحافي أن الحوارات تجرى حاليا بشأن حسم منصبي رئاسة الجمهورية ومحافظ كركوك.
وأشار إلى وجود حوارات بين الحزبين للتوصل إلى تفاهمات بشأن المنصبين، مبينا أن حزبه يرغب بوجود بيئة كردية متواصلة مع جميع الأطراف السياسية.
وأقر القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ماجد شنكالي بأن منصب رئيس الجمهورية يعد أحد الملفات التي ينبغي أن تحسم قبل التوصل إلى اتفاق كردي، قائلا في مقابلة متلفزة إن ملفات أخرى أخرت التوصل إلى تفاهمات، من بينها منصب محافظ كركوك، والاستحقاقات الانتخابية، والأوزان الانتخابية للقوى الكردية الفائزة في الانتخابات العراقية.
وشدد على أهمية وجود ورقة تفاوض كردية موحدة قبل الذهاب إلى بغداد للتفاوض مع القوى الأخرى، وعلى ضرورة وجود شراكة حقيقية في إدارة الدولة خلال المرحلة المقبلة.
في الأثناء، أكدت مصادر كردية مطلعة لـ"العربي الجديد" استمرار جهود التوصل إلى تفاهمات كردية – كردية خلال الفترة القليلة المقبلة، موضحة أن القيادات الكردية تهدف إلى الإسراع بالتوصل إلى هذه التفاهمات قبل مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات أو بعدها بقليل، ليتسنى لها تشكيل وفد كردي موحد قادر على التفاوض مع التحالفات الأخرى الفائزة والتفاهم حيال الاستحقاقات الانتخابية، ما ينبغي أن يحسم قبل الجلسة الأولى للبرلمان. وتعقد تلك الجلسة بعد مرور 15 يوما بعد المصادقة على نتائج الانتخابات وفقا للدستور العراقي.
وأضافت المصادر ذاتها، شريطة عدم كشف هويتها، أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ينوي المبادرة في أربيل لحوار جديد، من خلال تكليف عدة شخصيات بالتحرك للقاء القوى والأحزاب التي حصلت على مقاعد في البرلمان الجديد بهدف توحيد صفوفها قبل الذهاب إلى بغداد.
وشهدت بغداد وصول وفود كردية منفردة، خلال الأيام الماضية، أجرت حوارات مع قيادات سياسية بارزة في العاصمة، من دون أن تعلن عن التوصل إلى أي تفاهمات.
وجاء "الحزب الديمقراطي الكردستاني" أولا في إقليم كردستان العراق ورابعا على مستوى العراق بحصوله على 31 مقعدا، ثم "الاتحاد الوطني الكردستاني" ثانيا في الإقليم بـ14 مقعدا، وحلت حركة "الجيل الجديد" التي ذهبت إلى المعارضة بالمرتبة الثالثة بحصولها على 9 مقاعد.