العراق: البيشمركة تعزز قواتها و"الحشد" ينأى بنفسه عن الهجوم الصاروخي قرب كركوك

30 مارس 2021
البيشمركة تدفع بتعزيزات إلى المنطقة الواقعة بين كركوك وأربيل (الأناضول)
+ الخط -

بعد ساعات من الهجوم الصاروخي الذي استهدف، في ساعة متأخرة من ليل أمس الاثنين- الثلاثاء، مواقع لقوات البيشمركة في المنطقة الحدودية الفاصلة بين محافظة كركوك وأربيل عاصمة إقليم كردستان، دفعت وزارة البيشمركة تعزيزات إضافية نحو المنطقة المستهدفة، في وقت نأى "الحشد الشعبي" بنفسه عن مسؤولية الهجوم.

وكان مسؤولون أمنيون كرد قد أكدوا، أمس، استهداف مواقع تابعة لقوات البيشمركة على الحدود الفاصلة بين محافظتي كركوك وأربيل (عاصمة الإقليم) بثلاثة صواريخ، مؤكدين أن القصف مجهول المصدر.

وأكد رئيس أركان قوات البيشمركة الفريق جمال إيمينكي أنه "تم فتح تحقيق بالهجوم الصاروخي الذي استهدف النقطة العسكرية، كما تم أخذ الإجراءات الأمنية اللازمة"، مبيناً أنه "لا توجد حتى الآن أي معلومات عن الجهة التي قامت بالاستهداف".

مسؤول في قوات البيشمركة أكد لـ"العربي الجديد" أن "القوات اتخذت إجراءات مشددة منذ ليل أمس، للسيطرة على المنطقة ومنع أي هجوم آخر"، مبيناً أن "تعزيزات إضافية وصلت فجر اليوم، ووصل قادة ميدانيون للاطلاع على الهجوم، ووضع الخطط الكافية لحماية قوات البيشمركة، والتصدي لأي هجمات قد تحدث".

ووسط توقعات بأن القصف لم ينفذه تنظيم "داعش" الإرهابي، أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، لـ"العربي الجديد"، ضرورة أن يكون هناك تحقيق جدي بهذا الملف، "لا نريد أن نسبق الأحداث ونحدد جهة معينة، فهناك مناطق فارغة بين مناطق البيشمركة والحشد الشعبي، وأخرى بينها وبين الجيش العراقي، لكن ننتظر التحقيق الكامل، وقد تكون جهات غير (داعش) هي التي نفذت القصف، كما حدث في قصف أربيل، إذ نفذته فصائل غير منضبطة".

وربط شنكالي بين القصف وبين نتائج التحقيق بالهجوم على أربيل، والذي كشف عن تنفيذه من قبل فصيل مسلح، مؤكداً أن "الرسائل الموجهة من خلال القصف لا تخيف البيشمركة، وعلى الفصائل المسلحة أن تعلم، هي وغيرها ممن يشككون بنتائج التحقيق بقصف المطار، أن القوات الأميركية الموجودة بالمنطقة تشرف على تفاصيل التحقيق، وهي لن تقبل بأي تحقيق مفبرك، كون القصف استهدف قاعدة للتحالف، لذلك فإن نتائج التحقيق حقيقية ومهنية، ومن يقول غير ذلك فكلامه لا يستند لأسس واقعية".

واليوم الثلاثاء، أصدرت خلية الإعلام الأمني ببغداد بياناً أعلنت فيه عن العثور على ست منصات إطلاق صواريخ استخدمت في هجوم ليلة أمس على موقع للبيشمركة في منطقة (نبي أوه) شمالي كركوك، قالت إنها استخدمت من "قبل مجموعة خارجة عن القانون لإطلاق 6 صواريخ من نوع (غراد) باتجاه إقليم كردستان العراق، حيث سقطت في منطقة خالية على الحدود الفاصلة بين أربيل وكركوك، من دون وقوع خسائر"، ويشير استعمال الأمن العراقي لعبارة "جماعة خارجة عن القانون" إلى أن المتورط بالهجوم ليس تنظيم "داعش".

وأكدت الخلية أن "الأجهزة الأمنية ما زالت تحقق في تفاصيل هذا الحادث للتوصل إلى الفاعلين وإحالتهم للقضاء".

مقابل ذلك، حاول "الحشد الشعبي" أن ينأى بنفسه عن الهجوم، مؤكداً أنه بدأ بالتحقيق لكشف ملابساته وتحديد الجهة المنفذة.

وقال المتحدث باسم "الحشد" ـ محور الشمال، علي الحسيني، إنه "لغاية الآن لا توجد لدينا أية معلومات عن حقيقة القصف الصاروخي الذي استهدف قوات البيشمركة على حدود كركوك – أربيل، ولا نعرف من أية جهة أو قاطع انطلقت عملية القصف".

وأضاف أن "قواطع الحشد الشعبي بعيدة عن هذا المحور، وهي لم تشهد أية عملية إطلاق صواريخ أو مدافع الهاون". وأشار الحسيني إلى أن "القصف قد يكون من المناطق ذات الفراغ الأمني أو المناطق التي تحت سيطرة الجيش العراقي أو قوات البيشمركة"، مبيناً أن "التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة مكان انطلاق القصف".

المساهمون