- الكناني كان متهماً بالارتباط بفصائل مسلحة واعترف سابقاً بالجريمة، لكن عائلة الهاشمي تخشى العودة للعراق والطعن بالقرار، مما يعكس عدم الثقة بالنظام القضائي.
- ردود فعل متباينة من النشطاء والمدنيين العراقيين، مع تنظيم وقفات احتجاجية ضد الإفراج عن الكناني، معتبرين ذلك تجاهلاً لدماء الضحايا وضياع العدالة.
كشفت مصادر عراقية عن صدور قرار قضائي بالإفراج عن المدان بجريمة قتل الباحث والأكاديمي العراقي البارز هشام الهاشمي الذي اغتيل في يوليو/ تموز 2020، رغم صدور قرار سابق بإعدامه في مطلع مايو/ أيار الماضي.
وقبل النطق بحكم الإعدام على أحمد حمداوي عويد الكناني، تأجلت جلسة محاكمته مرات متتالية، فيما أشارت أصابع الاتهام إلى ارتباط الكناني بفصائل مسلحة حليفة لإيران، وأبرزها "كتائب حزب الله" التي نفت في بيان أنّ تكون وراء الجريمة.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن "اطلاق سراح المدان بجريمة قتل هشام الهاشمي، جاء بعد إعادة التحقيق والطعن بحكم الإعدام، وخلال التحقيقات ثبتت براءة المدان من هذه التهمة، وعلى أثر ذلك تم إطلاق سراحه، وهو حالياً خارج السجن".
وأضافت المصادر أن عائلة الأكاديمي الهاشمي، تخاف العودة الى العراق وتقديم طعن ضد قرار الإفراج عن المدان الذي اعترف سابقاً بالجريمة، خشية من الملاحقة من قبل بعض الفصائل، خاصة وأن العائلة تعيش خارج البلاد منذ أشهر، بعد تعرضها لضغوطات وتهديدات كثيرة من أجل التنازل عن هذه القضية.
وبينت المصادر العراقية أن المدان الكناني سافر خارج العراق بعد إطلاق سراحه، بينما تعمل "جهات وشخصيات متنفذة" من أجل عودته إلى عمله في وزارة الداخلية العراقية كونه يحمل رتبة ملازم.
واعتُقل الكناني (38 سنة) بعد حادثة الاغتيال بأسابيع، وظهر على قناة "العراقية" الرسمية معترفاً بجريمته في 16 يوليو/ تموز 2021.
وقال الناشط العراقي عقيل علي لـ"العربي الجديد"، إن "قرار اطلاق سراح المتهم بقتل هشام الهاشمي كان متوقعاً، خصوصاً بعد تأجيل محاكمته (10) مرات متتالية، والكل كان يعلم بأن هناك نية لتبرئته بعد تمكن الإطار التنسيقي من تشكيل الحكومة".
وبين علي أن "ما حصل يؤكد بان قتلة الناشطين والمدونين والمتظاهرين، سيبقون أحرارا، حتى لو تم القبض عليهم، ما دامت الجهات صاحبة السلاح هي المسيطرة والمتحكمة بالمشهد العراقي، وما حصل بقضية الهاشمي خير دليل على ذلك".
وأشار الناشط العراقي إلى تحرك وتنسيق ما بين عدد من النشطاء من أجل ترتيب وقفة احتجاج ورفض لإطلاق سراح المدان بقتل الهاشمي. وقال: "السكوت عن هذا الأمر دون تحرك، يعني أن دماء أي شهيد سوف تذهب سدى ولن تكون هناك محاسبة للقتلة".
بدوره، علق الناشط المدني العراقي القاسم العبادي بالقول: "اليوم تم الحكم بالإفراج عن أحمد حمداوي المتهم باغتيال هشام الهاشمي"، مضيفا أن "هذا الخبر كارثة جديدة تضاف لعاصفة الانهيار التي نعيشها".
اليوم تم الحكم بالافراج عن أحمد حمداوي المتهم باغتيال د. هشام الهاشمي، هذا الخبر كارثة جديدة تضاف لعاصفة الانهيار الي دنعيشها خلال الساعات الماضية.
— القاسم العبادي - Alkasim Alabady (@alkasimalabady) March 20, 2024
ووُلد هشام الهاشمي في بغداد عام 1973، وينتمي إلى عشيرة الركابي العربية جنوبي البلاد، وكان يعمل أكاديمياً وباحثاً متخصصاً بالشأن الأمني والسياسي في العراق.
القضاء العراقي يحكم بالافراج عن أحمد حمداوي - ميليشيا كتائب حزب الله - المتهم باغتيال هشام الهاشمي.
— حسن باسكت بول -HASSAN AL HAMMADI (@HASSANALHAMMADl) March 21, 2024
هل علينا انتظار مهازل جديدة للغد؟#القضاء_العراقي pic.twitter.com/2RdBl5bh4b
واغتيل الهاشمي في 6 يوليو/ تموز 2020 أمام منزله في حي زيونة الراقي ببغداد بنيران ملثمين كانوا على دراجات نارية وذلك أثناء عودته من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها أنشطة الجماعات المسلحة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ ومهاجمة البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء ببغداد، واصفاً إياها بـ"قوى اللا دولة".