العدوان على غزّة يُغطي على مجازر المالكي ويُعرّي "داعش"

13 يوليو 2014
المالكي ارتكب مجازر خلال الأيام الماضية (أحمد الروباي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

ألقى العدوان الإسرائيلي على غزّة ظلاله على المشهد العراقي بشكل لافت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، خاطفاً منه عدسات الإعلام العربي والعالمي، الأمر الذي وجد فيه رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، فرصة سانحة لتنفيذ المزيد من الهجمات الجوية والمدفعية، وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية في مناطق عراقية.

غير أن أحداث غزة، في المقابل، أحرجت تنظيم "الدولة الإسلامية في بلاد العراق وبلاد الشام"، (داعش)، شعبياً من خلال دعوتها إلى التحرك في اتجاه الإسرائيليين وترك العراق لأهله.

وكشف رئيس منظمة "السلام لحقوق الإنسان" في العراق، محمد علي، عن "انتهاكات جسيمة ارتكبها المالكي، خلال الأيام القليلة الماضية، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين بواسطة الطائرات والقصف المدفعي، فضلاً عن عمليات إعدام ميدانية لأشخاص يتم اعتقالهم على الهوية".

وأوضح علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تناقص التركيز العالمي على الأزمة العراقية، بسبب العدوان على غزة، منح المالكي فرصة لتنفيذ جرائم بشعة بحق المدن الخارجة عن سيطرته، أو تلك الساخنة كما أدى إلى اطلاق يد الميليشيات بشكل أكبر، بعيداً عن أعين الإعلام". وبيّن أنّ "قوات المالكي نفذت عمليات إعدام ميدانية في خمس مناطق عراقية مختلفة، من دون أن يتم الالتفات اليها".

بدوره، أكد المتحدث باسم "الحراك الشعبي" في العراق، عبد القادر النايل، أن "جرائم القوات الحكومية ارتفعت لعدة أسباب، أهمها توجه كاميرات الإعلام نحو غزّة، وخضوع وسائل الإعلام المحلية لسيطرته، بعد أن هجرت أغلب مكاتب الصحف والمؤسسات الفضائية إلى أربيل، بعد الضغط عليها من قبل الحكومة".

على الرغم من استغلال المالكي انشغال وسائل الإعلام بنقل العدوان على غزة، لارتكاب مزيد من الجرائم، غير أن هذه التغطية أحرجت تنظيم (داعش) داخل المدن العراقية، التي تخضع لسيطرة الفصائل المسلحة (ويبلغ حجمها نحو 44 في المائة من مساحة البلاد).

وسارع تنظيم "داعش"، منذ اليوم الأول، إلى التنديد والوعيد ومحاولة إلقاء اللوم على المسلمين الرافضين مبايعته، غير أن كتابات، تطالب التنظيم بنصرة أهل غزة، انتشرت على الجدران وداخل الأسواق، كما تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.


وفي مدينة الموصل، انتشرت كتابات في سوق المدينة الرئيسية، منها "يا خليفة: جراح غزة مخيفة، أين أنت منها؟"، لكن سرعان ما تمت إزالتها على أيدي مسلحين، يُرجح انتماؤهم إلى"داعش".

وفي مدينة تكريت، انتشرت عبارات مماثلة منها "يا داعش، نساء غزة تقاتل، لسنا في حاجة لكم. اذهبوا لنصرتهم إن كنتم صادقين". وعلق المحلل السياسي العراقي، نهاد الجبوري، على هذه العبارات، بالقول إن "الحرب على غزّة ألقت، ولأول مرة، ظلالها على الشأن العراقي بهذا الثقل. وفيما استغلها رئيس الوزراء لتنفيذ عمليات مختلفة لصالحه، عرّت تنظيم (داعش)".

وأضاف "يعتقد البعض أن (داعش) انضمت إلى محور الممانعة، الذي يروج له (رئيس النظام السوري) بشار الأسد و(الأمين العام لحزب الله اللبناني)حسن نصر الله وإيران، في حين أنهم يستبسلون في الداخل ويغضون الطرف عن جرائم إسرائيل، وأنا أعتقد أن الطرفين وجهان لعملة واحدة".
وأوضح أن "تلك الكتابات المناوئة لـ(داعش) تدل على أنه غير مرحب بها في العراق وداخل الشارع السني، عكس ما يتصوره البعض".

المساهمون