الضربات الأميركية تضيّق خيارات الفصائل العراقية

03 فبراير 2024
أوقعت الضربات الأميركية 16 قتيلاً بحسب آخر حصيلة (Getty)
+ الخط -

بدت الضربات الأميركية التي طاولت، فجر اليوم السبت، مواقع فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران، رداً على هجوم الأردن، وكأنها ضيقت خيارات الفصائل.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرد "سيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها"، وأشار قادة أميركيون إلى أن الهجمات "لن تكون داخل إيران"، فيما يبدو، بالمقابل، أن خيارات المرحلة أمام الفصائل العراقية تراجعت بشكل كبير.

وأوقعت الضربات 16 قتيلاً، و36 جريحاً، بحسب آخر حصيلة رسمية أعلنتها هيئة "الحشد الشعبي"، مؤكدة، في بيان، أن "البحث ما زال جارياً عن جثامين عدد من المفقودين"، وعدّت الهجوم "انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة العراقية، وتعدّياً على أجهزته الأمنية الرسمية، كما أنه طاول منازل المدنيين وروّعهم، وهو تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية".

وبشأن موقف "الحشد" العسكري إزاء الهجوم، أكدت أنها ستكون رهن أوامر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مبينةً "جهوزية الحشد لتنفيذ أي أمر من السوداني بحفظ سيادة العراق ووحدة أرضه وسلامة شعبه".

ولم يصدر حتى الآن أي رد واضح من قبل قيادات الفصائل التي تندرج تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، بشأن خياراتها إزاء المرحلة المقبلة، وكيف ستواجه الضربات الجديدة في حال وقعت.

من جهته، أكد نائب في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق أن "أوراق اللعبة اختلفت بعد الهجوم الأميركي؛ قبل أيام كان حراك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مثمراً، ومعظم فصائل المقاومة أبدت مرونة إزاء وقف هجماتها ضد واشنطن نزولاً عند رغبة الحكومة".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "الهجوم ضيق خيارات الفصائل، وأنه في حال ردها، فإنه بالتأكيد ستكون هناك ضربات أخرى أميركية أشد، لذا فإن القرار في هذه المرحلة صعب للغاية".

وأشار إلى أن "قيادات الفصائل ستحاول التواصل فيما بينها قريباً لاتخاذ قرار مناسب إزاء الهجمات"، مشدداً على أنّ "الحكومة لا تريد تعقيد المشهد ومنح ذريعة للأميركان باستمرار انتهاكهم سيادة البلد، لذا فإن خيار استمرار تعليق الهجمات ضد واشنطن هو الخيار الأنسب للمرحلة، وستعمل الحكومة على إبقائه".

تحالف "الفتح"، بزعامة هادي العامري، حمّل الحكومة مسؤولية تلك الهجمات، وقال النائب عنه عقيل الفتلاوي، في تصريح صحافي، إن "واشنطن خرقت اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وأنه وفق المنظور الدولي فهناك خرق للسيادة وتجاوز كبير تقوم به أميركا إزاء العراق، وأن البرلمان مستعد لإصدار قرار لدعم إخراج قواتها".

وشدد على أنّ "الكرة في ملعب الحكومة للمضي في خيار وطني وهو إخراج تلك القوات"، لافتاً إلى أنه "ليس من المقبول بقاء قوات تنتهك السيادة وتتجاوز على الدم العراقي وتشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار".

الباحث في الشأن السياسي، مجاهد الطائي، علّق على تراجع نبرة التهديد عند قيادات الفصائل، متسائلاً في تدوينة له على "إكس": "... أين المنازلة الكبرى.. أليس الآن وقتها؟ أين اختفوا؟". في إشارة إلى الفصائل وزعمائها.

وعدّت الحكومة العراقية الهجوم انتهاكاً لسيادة العراق، ووجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإعلان الحداد العام في دوائر الدولة ومؤسساتها كافة، "ترحماً على أرواح قتلى قواتنا المسلحة والمدنيين الذين ارتقوا نتيجة القصف الأميركي على مناطق عكاشات والقائم غرب محافظة الأنبار".

وفيما قررت الخارجية العراقية استدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد، احتجاجاً على العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع عسكرية ومدنية عراقية، مؤكدة أنها ستسلّمه مذكرة احتجاج رسمية.

ولم يمنع القرار المسبق لجماعة كتائب "حزب الله العراقي" بوقف هجماتها ضد الولايات المتحدة الأميركية، الذي بررته بـ"دفع الحرج عن الحكومة العراقية"، الهجمات الأميركية على مواقع الفصائل داخل البلاد.

المساهمون