الصين حذرت سفينة حربية أميركية أثناء عبورها مضيق تايوان

11 مايو 2022
حدثت الواقعة بعد وقت قليل من تنفيذ الصين تدريبات بالقرب من الجزيرة (Getty)
+ الخط -

قال الجيش الصيني، اليوم الأربعاء، إنه راقب سفينة حربية أميركية كانت قد أبحرت عبر مضيق تايوان وحذرها، وهي واقعة حدثت بعد القليل من الوقت على تنفيذ الصين تدريبات بالقرب من الجزيرة.

وأفاد الأسطول السابع بالبحرية الأميركية بأنّ المدمرة "بورت رويال" المزودة بصواريخ موجهة قامت، أمس الثلاثاء، "برحلة روتينية" عبر مضيق تايوان في المياه الدولية "وفقاً للقانون الدولي"، وهي ثاني مهمة من نوعها خلال أسبوعين.

وتقوم الولايات المتحدة بمثل هذه الرحلات مرة واحدة تقريباً في الشهر، مما يثير غضب الصين، إذ تعتبر ذلك علامة على دعم تايوان التي تقول بكين إنها أرض صينية.

وقالت قيادة المنطقة الشرقية بالجيش الصيني، في بيان، إنّ قواتها راقبت السفينة طوال الوقت و"حذرتها". وأضافت: "الولايات المتحدة كثيراً ما تقدم على مثل هذه الأعمال وتثير القلاقل وترسل إشارات خاطئة لقوى استقلال تايوان وتزيد التوتر عمداً عبر مضيق تايوان".

ومضت تقول: "تحافظ قوات المنطقة على حالة تأهب قصوى في كل الأوقات، وتتصدى بحزم لجميع التهديدات والاستفزازات وتدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة أراضي البلاد".

وقالت البحرية الأميركية إنّ السفينة "مرت عبر ممر في المضيق خارج المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية". فيما قالت وزارة الدفاع التايوانية، إنّ السفينة الأميركية أبحرت شمالاً عبر المضيق وإنّ الوضع في الممر المائي يسير "كالمعتاد".

وأعلن الجيش الصيني، يوم الإثنين، أنّ قواته أجرت جولة أخرى من التدريبات بالقرب من تايوان الأسبوع الماضي لتحسين العمليات القتالية المشتركة.

وكانت المدمرة الأميركية "سامبسون" المزودة بصواريخ موجهة عبرت مضيق تايوان في 27 إبريل/نيسان، وهو ما استنكرته الصين، قائلة إن مثل هذه المهام "تتعمد" الإضرار بالسلام والاستقرار.

وليست للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان شأنها شأن معظم الدول، لكنها أهم داعم ومورد دولي للأسلحة لتايبه، مما يجعل ذلك مصدر توتر دائم بين بكين وواشنطن.

واشنطن تقلّل من شأن بطاقتها التعريفية الجديدة بشأن تايوان

من جهة أخرى، أكّدت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنّ سياستها بشأن تايوان لم تتغيّر، وذلك إثر نشرها تحديثاً لـ"بطاقة تعريف" للجزيرة أثارت غضب بكين بسبب خلوّها من العبارة الشهيرة التي تؤكّد فيها واشنطن بصورة لا لبس فيها أنّها "لا تدعم استقلال" تايوان.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين: "لا تغيير في سياستنا. كلّ ما فعلناه هو أنّنا حدّثنا صحيفة وقائع، إنّه شيء نقوم به على أساس منتظم بشأن جميع علاقاتنا في جميع أنحاء العالم". ودعا برايس الصين "لإظهار المسؤولية وعدم خلق ذرائع من أجل زيادة الضغط على تايوان".

وبطاقة التعريف موضع الجدل نشرتها وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني، الأسبوع الماضي، بعدما حدّثتها. وتؤكّد واشنطن في هذا التحديث أنّها تتّبع منذ أمد بعيد سياسة "الصين الواحدة".

وسياسة "الصين الواحدة" تستند بشكل خاص إلى بيانات أميركية-صينية مشتركة تعود إلى الوقت الذي أقامت فيه واشنطن، على حساب تايوان، علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين الشيوعية.

وتضمّنت النسخة القديمة من هذه الوثيقة فقرات بأكملها من البيان المشترك الصيني-الأميركي لعام 1979، بما في ذلك عبارة تقول إنّ واشنطن أخذت علماً بموقف بكين الذي يعتبر تايوان جزءاً لا يتجزّأ من الصين وعبارة أخرى تؤكّد فيها الولايات المتّحدة أنّها "لا تدعم استقلال" الجزيرة.

وأثارت بطاقة التعريف الأميركية المحدّثة غضب بكين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين، إنّه يتعيّن على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يقرن الأقوال بـ"الأفعال" ليُظهر أنه يعارض استقلال تايبيه.

وأضاف أنّ "التعديل الأخير لصحيفة البيانات الأميركية خدعة لإخفاء مبدأ الصين الواحدة وتمييعه". وحذّر المتحدّث الصيني من أنّ "مثل هذا التلاعب السياسي بشأن قضية تايوان، ومحاولة تغيير الوضع الراهن عبر مضيق تايوان، سيضرّان بالولايات المتحدة نفسها".

وتعتبر بكين الجزيرة التي لجأت إليها القوات القومية في 1949 بعد هزيمتها على أيدي الشيوعيين، جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ولا بدّ في نهاية المطاف من إعادة توحيدها مع البرّ الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر.

(رويترز)

المساهمون