الصين تدعو لإنهاء "دوامة الانتقام المميتة" في المنطقة

07 أكتوبر 2024
ما بقي من مباني خانيونس التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، 22 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

جددت الصين اليوم الاثنين عبر وسائل إعلام رسمية دعوتها إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، وذلك تزامناً مع حلول الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مخصصة مساحة كبيرة للحديث عن خطورة الأوضاع وتسارع الأحداث وتداعيات خروجها عن نطاق السيطرة.

وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحيتها، إنه مع مرور العام الأول على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يجب أن تنتهي "دوامة الانتقام المميتة" في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن غزة وفلسطين والشرق الأوسط تستحق جهداً دولياً متضافراً لإرساء السلام الدائم. وأضافت أن الشرق الأوسط يتجه نحو تصعيد مثير للقلق، حيث "تنخرط عدة أطراف في حلقة مميتة من العنف تهدد بابتلاع المنطقة بأكملها. فمن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي تستدعي تدخلات عسكرية أميركية إلى زيادة التوترات بين إيران وإسرائيل، تتأرجح المنطقة على شفا حريق أوسع نطاقاً"، على حد تعبيرها.

ولفتت إلى أنه، بدءاً من أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أدى العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين وسقوط ضحايا، مما ينذر بصراع أوسع نطاقاً وأكثر خطورة. وشددت الصحيفة الصينية على أنّ هذه ليست حوادث معزولة، فهي تمثل أزمات مترابطة متجذرة في الصراع الجاري في غزة. وقالت إنه "مع خروج دوامة الانتقام القاتلة في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة، هناك حاجة إلى المزيد من الجهود لممارسة الحكمة وضبط النفس بين الأطراف الإقليمية".

وأضافت: "لكي نكسر هذا الانحدار الشديد للعنف، لا بد أن تكون الأولوية القصوى هي وقف الصراع في غزة، التي تحولت إلى بوتقة من المعاناة المتواصلة طيلة العام الماضي"، مشيرة إلى أن الخسائر البشرية هناك مثيرة للقلق، حيث استشهد ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وهو رقم يمثل نحو 2% من سكان القطاع. كما تم تهجير أكثر من 90% من السكان من ديارهم، ففروا مراراً وتكراراً تحت أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة بحثاً عن ملاذات آمنة غير موجودة. وقالت إن التكلفة البشرية المتصاعدة تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى إنهاء العنف والبحث عن حل مستدام.

وذكرت الصحيفة الرسمية في الصين أن استجابة المجتمع الدولي وتعامله مع كل هذه التطورات كانا غير كافيين على الإطلاق. وتابعت: "لعبت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، دوراً مفلساً أخلاقياً ينم عن قصر نظر تاريخي. ففي حين تجدد واشنطن الدعوة إلى السلام، استمرت في تقديم مساعدات عسكرية كبيرة لإسرائيل، مما مكن فعلياً من استمرار الصراع حتى هذا اليوم".

وقالت إن هذا الدعم غير المشروط شجع إسرائيل على المغامرة العسكرية، مما سمح لها بتوسيع عملياتها مع الحد الأدنى من المساءلة. ولفتت إلى أن قرار إسرائيل بتصعيد حملتها العسكرية ضد لبنان قبل أيام، بينما كان يجتمع زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بالسلام في الشرق الأوسط، "هو على أقل تقدير استهزاء بالعدالة الدولية وسلطة القانون الدولي".