الصفدي يلتقي الأسد في دمشق: حل الأزمة السورية أبرز الملفات

03 يوليو 2023
الصفدي يبدأ زيارته لدمشق بلقاء رأس النظام السوري (تويتر)
+ الخط -

التقى رأس النظام السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فيصل المقداد، اليوم الاثنين، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي يزور العاصمة السورية دمشق، في زيارة هي الثانية من نوعها خلال العام الجاري 2023.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الاثنين، إن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أجرى زيارة لسورية، يلتقي خلالها بشار الأسد وعدداً من المسؤولين السوريين، وذلك بُغية بحث مبادرة حل الأزمة السورية وملف العلاقات العربية، إضافة إلى ملف العلاقات الثنائية.

وقال فيصل المقداد، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إن "هذه الزيارة بدأت بلقاء مع الرئيس الأسد، وأهم المواضيع التي نوقشت، الأوضاع في سورية والتطورات التي جرت بعد القمة العربية الأخيرة والعلاقات الثنائية بين البلدين"، وفق صحيفة "الوطن" التابعة للنظام.

وأضاف المقداد: "في هذا الإطار وجدنا أن لدينا مصلحة مشتركة أن يعمّ الأمن والاستقرار في دولنا العربية وخاصة في هذه المنطقة وبشكل أكثر دقة بعد الحرب التي شنت على سورية والتي أدت إلى مشاكل في جميع أنحاء المنطقة وخارجها". وتابع: "نتشاور مع الأشقاء في الأردن حول الكثير من القضايا، بما في ذلك قضية اللاجئين وأفضل السبل الكفيلة لعودة هؤلاء اللاجئين لبلدهم سورية".

وزعم وزير خارجية النظام أن "لكل سوري الحق بالعودة لبلده وسيتم التعامل معه في إطار القانون والسيادة ولا يوجد في سورية من دُفع دفعاً من قبل الدولة ليترك وطنه وهو ليس بحاجة إلى بطاقة دعوة، لكن بحاجة لتأمين المستلزمات الأساسية لتسهيل هذه العودة".

وتابع المقداد: "وجدنا أنّ من المفيد أن يكون هناك تنسيق ثنائي عميق خاصة قبيل الاجتماع القادم للجنة المتابعة التي تشكلت في القمة العربية الأخيرة لنكون مستعدين للخروج بتصورات موحدة تعكس موقف عربي من أجل حل المشاكل التي نواجهها في سورية وفي المنطقة بصورة عامة".

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن "اللقاء مع الرئيس الأسد تناول القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية والجهد الأعم في ما يتعلق بجهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي هذه الكارثة ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية ويضمن وحدة سورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها ويحقق طموحات الشعب السوري ويخلصه من الإرهاب ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين".

وأوضح الصفدي إن صعوبات كبيرة تواجه جهود التوصل لحل سياسي للأزمة "لكننا ندرك حتمية هذا الجهد لأن في حل الأزمة السورية مصلحة أساسية لسورية وللشعب السوري الشقيق، ومصلحة لنا في المنطقة ومصلحة للعالم أيضاً، لأن تبعات هذه الأزمة انعكست ليس فقط في منطقتنا ولكن انعكست أيضاً خارج هذه المنطقة".

كما أوضح الصفدي أنه "في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية اتفقنا أن يكون هناك لقاءات للجنة المعنية بالمياه في الوقت القريب لمعالجة هذا الملف، وأن يكون هناك لقاءات بين وزيري النقل في البلدين، ولقاءات ثنائية أخرى تسهم في زيادة التعاون الذي ينعكس خيراً على البلدين والشعبين الشقيقين".

وأشار الصفدي إلى أنه "كان هناك قرار تنفيذاً لاجتماع عمّان، بأن يكون هناك عقد للجنة المعنية بمعالجة قضية تهريب المخدرات"، مضيفاً: "كما قلت سابقاً، هذا تحدٍّ كبير، وهذا خطر حقيقي لا بد من التعاون على مواجهته، ونرى أن هذا التهديد يتصاعد ونقوم بكل ما يلزم لحماية أمننا الوطني من هذا الخطر".

وبين الصفدي أنه "في ما يتعلق بالجهد العربي نحن بعد اجتماع جدة واجتماع عمان اتفقنا على خريطة طريق للتقدم والتدرج نحو حل الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها، وكان اللقاء الذي جرى في سياق الجامعة العربية، ونريد أن نتقدم بخطوات عملية نحو معالجة هذه الأزمة".

ولفت وزير الخارجية الأردني إلى أن "الأزمة السورية كان لها تبعات كثيرة ولن تحل كل الأمور بين يوم وليلة، لكن بدأنا مساراً عربياً جاداً يستهدف حل الأزمة السورية وفق مبادرة كنا قد طرحناها وترتكز على مبدأ الخطوة مقابل خطوة وتنسجم مع القرار الأممي 2254 بحيث نتحرك بشكل عملي لحل هذه الأزمة"، مؤكداً أنه "نريد الإعداد من أجل اجتماع لجنة الاتصال العربية التي كانت قد أقرتها الجامعة العربية بحيث يكون هناك مخرجات عملية تسهم في معالجة تبعات الأزمة السورية، ونأمل انعقادها في الشهر القادم".

وفي 15 فبراير/ شباط العام الجاري، زار وزير الخارجية الأردني سورية لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام عام 2011، تزامن مع الزيارة إرسال طائرتي مساعدات أردنية إلى مطار دمشق، وذلك بعد أيام قليلة من وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبيّ تركيا ومناطق شمال غربيّ سورية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الأردني لسورية، بعد أسابيع من إعلان القوات المُسلحة الأردنية خلال يونيو/ حزيران ومايو/ أيار الفائتين إحباط عدة عمليات تهريب مخدرات وأسلحة عبر طائرات مُسيّرة وداخل شاحنات قادمة من الأراضي السورية.

المساهمون