بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية شهدت، اليوم الأربعاء، العديد من المناطق في الشمال السوري تظاهرات شارك فيها الآلاف للتأكيد على مواصلة الثورة، حتى إسقاط نظام بشار الأسد، مطالبين بالحرية والتغيير وعودة النازحين، والإفراج عن المعتقلين.
وضم التجمع المركزي للمتظاهرين في ساحة "السبع بحرات" وسط مدينة إدلب، كثيراً من أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمدينة.
وقال المهندس إقبال منصور لـ"العربي الجديد"، إنه يشارك في هذه التظاهرة "لتجديد العهد الذي بدأت فيه الثورة، والتأكيد على ثوابتها حتى إسقاط نظام بشار الأسد ونيل الحرية والكرامة".
وأعرب مختار مدينة إدلب حيدر غرير عن استغرابه من مواقف بعض الدول "التي تسعى إلى التطبيع مع نظام الأسد، الذي قتل السوريين وهدم منازلهم ودمر النسيج الاجتماعي السوري واقتصاد الدولة".
وأكد الناشط محمد نور هرموش على "مواصلة الثورة برغم كل التحديات التي تواجهها".
كما خرجت تظاهرات أخرى في مناطق عدة بريف إدلب مثل، كفرتخاريم، والدانا، وسرمدا، وأطمة، ومعرة مصرين، وأريحا، وسلقين، وحارم.
كما شهدت مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي، ومدينتا رأس العين وتل أبيض شمال شرقي سورية، حشودا مماثلة بهذه المناسبة، شملت مدن وبلدات، الأتارب، وأعزاز، وعفرين، ومارع، والباب، وسوسيان، وجرابلس، وأختربن، ودابق بريف حلب الشمالي والشرقي.
أكد المتظاهرون في الهتافات، واللافتات التي رفعوها على الاستمرار في الثورة إلى حين تحقيق أهدافها في إسقاط النظام، ورحيل بشار الأسد، وخروج القوات الروسية والإيرانية، وعودة المهجرين إلى ديارهم.
وتخللت المظاهرات أناشيد ثورية عرفها السوريون خلال السنوات الماضية.
وأعلنت مجالس محلية ومديريات ومؤسسات في حكومتي "الإنقاذ" و"المؤقتة"، اليوم الأربعاء، عطلة رسمية بمناسبة ذكرى الثورة، فيما غطت معظم الجدران في الشمال السوري كتابات تنادي بالحرية وإسقاط النظام، وجددت الجدارية على دوار المحراب في مدخل مدينة إدلب من جهة الشرق، فحملت خريطة سورية، وعبارة "ثورتنا مستمرة".
وتأتي هذه المناسبة، وسط انسداد كامل للحل السياسي، ومؤشرات على بدء تقبل بعض الدول العربية والمجاورة التعايش مع نظام الأسد، بينما لا يزال عشرات آلاف السوريين يقبعون في سجون النظام، والملايين مهجرين داخل البلاد وخارجها، فيما قضى عشرات الألوف خلال هذه السنوات.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها صدر، اليوم الأربعاء، تشريد نحو 14 مليون سوري، واعتقال 154871 شخصًا بشكل تعسفي، ومقتل أكثر من 200 ألف شخص على يد النظام السوري وحده، بينهم أكثر من 30 ألف طفل، ولا يشمل ذلك من قضوا في سجون النظام جراء التعذيب، ويزيد عددهم عن مائة ألف شخص.