تتجه استوكهولم إلى توسيع نطاق "التجنيد الإلزامي" لشباب وشابات البلد، وتخصيص المزيد من الموارد المالية لتجديد البنية التحتية العسكرية وزيادة التسلح بمنظومات حديثة، بحسب وزير الدفاع السويدي بول يونسون، الذي أضاف، بحسب التلفزيون السويدي (SVT)، أن "الخطوة تأتي لأجل أن يكون للسويد دفاع قوي وعديد كاف من العسكريين".
وتسعى وزارة الدفاع السويدية إلى زيادة عدد المجندين (من كلا الجنسين) والوصول إلى "10 آلاف مجند سنوياً حتى عام 2035"، أي واحد من كل عشرة شبان في البلاد. ويجرى حالياً استدعاء ما بين 5 آلاف و6 آلاف مجند سنوياً، وسيرتفع إلى 8 آلاف سنوياً بحلول 2025.
كما ترغب استوكهولم برفع عدد المحترفين بنحو 7 آلاف شخص، في سياق تحفيزي وتطوعي، ضمن مخططات الارتقاء إلى مستوى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي تقف على عتبة العضوية التامة فيه مع جارتها فنلندا.
وكانت السويد، على ضوء زيادة التوترات الأمنية والعسكرية مع روسيا، نشرت منذ ربيع العام الحالي، بصورة دائمة، بعض قطعاتها العسكرية فوق جزيرة غوتلاند، شرقي بحر البلطيق. ولم تعد تخفي أنشطتها العسكرية البحرية والجوية، وبالتعاون مع كل من كوبنهاغن وهلسنكي وأوسلو.
ومن اللافت تسارع خطوات تأكيد استوكهولم، منذ بداية العام الحالي، تخليها عن "الحيادية" التي استمرت مائتي سنة، وباتت تنخرط أكثر في الجهود الغربية في مواجهة روسيا. ففي نفس الاتجاه، تخطط لرفع موازنتها العسكرية لتتجاوز بعد سنوات نسبة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي التي يحددها الناتو.
وأشار ميكائيل بيدين، القائد العام للقوات السويدية، إلى حاجة بلاده إلى تخصيص المزيد من الأموال "لأجل الاستثمار في البنية التحتية الدفاعية واستبدال بعض الأنظمة بأخرى حديثة"، وبمثل هذه الخطوات، تتخلى السويد عن حذرها السابق، حتى بموافقة يسار الوسط الذي أصبح في صفوف المعارضة، في انخراط تام لجنودها في جهود "الأطلسي" وبقية دول الجوار.
وأكد وزير الدفاع السابق عن الاجتماعي الديمقراطي، ومسؤول لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الجديد بيتر هولتكفيست، تأييد حزبه الخطوات الدفاعية الجديدة.
وعلى ما يبدو، فإن تسارع وتيرة العسكرة الغربية في المناطق الشمالية الأوروبية، في مقابل روسيا، تسرع في تمرير السياسيين زيادات في الموازنات الدفاعية الاسكندنافية، مثل ما هو الحال لدى جارهم الجنوبي القوي ألمانيا، التي خصصت نحو 100 مليار يورو لجيشها بعد أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويذكر أن السويد هي بلد مصنع للسلاح والطائرات الحربية والذخيرة، وساهمت بفعالية في مد الأوكرانيين بالعديد من الأنظمة القتالية والدفاعية، وتفتح أبوابها، حتى قبل حسم عضويتها في الناتو، للانتشار العسكري الغربي، وخصوصاً في منطقة بحر البلطيق، والعبور البري والجوي لجهود الغرب تعزيز وجوده بالقرب من روسيا في المنطقة الحيوية، بما في ذلك تزايد الدوريات المشتركة مقابل جيب كالينينغراد الروسي في البلطيق، والتحشيد المستمر في دوله الصغيرة، لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.