استمع إلى الملخص
- شهد المهرجان حضوراً واسعاً من مختلف الأطياف السورية، معبرين عن فرحتهم بالحرية ومطالبين بدولة عدالة مدنية تضمن مشاركة جميع الفئات، بما في ذلك المرأة.
- زارت وفود من مختلف المحافظات، بما في ذلك وفد من دمشق، مشيدين بجهود الثوار ومؤكدين على أهمية الوحدة الوطنية لمستقبل سورية.
آلاف احتشدوا في ساحة الكرامة في "مهرجان النصر"
وفود من عدة محافظات سورية وصلت إلى الاحتفال
تخللت الاحتفال شعارات تطالب بالعدالة والتعددية
احتشد آلاف من أبناء محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة وسط المدينة، احتفالاً بانتصار الثورة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد الاستبدادي، بعد أكثر من عام على انتفاضة شعبية شهدتها المدينة ضد النظام. ونظمت فرق مدنية بالتعاون مع جهات مجتمعية ودينية في المحافظة احتفالاً أطلقت عليه "مهرجان النصر"، وتخللته نشاطات فنية لكشافة الكنيسة الإنجيلية، ولوحة فنية لراقصي وراقصات باليه من أطفال فريق "أبولو".
وقال راعي الكنيسة الأب نقولا وقاص لـ"العربي الجديد": "جئنا نشارك إخوتنا في ساحة الكرامة وكل سورية الفرح بالنصر، ونحن على ما نحن عليه، رسل محبة لكل السوريين كما علمنا السيد المسيح وجميع الأنبياء. وبعون الله ومحبته ستكون سورية مثلا لجميع الدول في قيم المحبة والتسامح، وسيبقى السوريون مخلصين لسوريتهم بهمة الأحرار والحرائر في الوطن".
وقالت الناشطة سارة الأحمد لـ"العربي الجديد"، إن مهرجان اليوم "لخص كل أواصر المحبة بين السوريين على مختلف أطيافهم، وأكد وحدة الهلال مع النجمة والصليب. الموجودون هنا حضروا للاحتفال بالحرية والخلاص من المستبد، وهذا يبعث الأمل بغد سوري يحمل الخير للجميع". وأضافت: "المجتمع السوري عبر الزمن كان مثالا للترابط والتعايش والألفة، وهذا ليس غريبا عليه، وسيبرهن للعالم أجمع في الأيام القادمة كيف سيعيد بناء بلده على أسس مدنية حضارية".
ووصف سامي أبو الحسن المهرجان بـ"اليوم العظيم"، مشيراً إلى أن الجموع عبرت عما كان يختلج نفوسها منذ سنوات "في ظل سلطة البطش التي كانت تجثم على صدر الشعب وتخنق صوته وتكبل حريته". وأضاف أبو الحسن: "لكن اليوم لا يكفي أن نفرح ونغني ونرقص بل يجب على الجميع الدفع بعجلة البلاد إلى النصر الأكبر وهو تحقيق الأمان والاستقرار والاكتفاء والرخاء، وكلنا أمل بالمستقبل، لأننا جميعا ذقنا القهر والظلم، وأشك أن يعود الظلم إلى ربوع سوريتنا بعد هذا الصبر".
وقالت الناشطة الإعلامية هند العرموني لـ"العربي الجديد": "بعد عشرة أيام من سقوط النظام، لا يزال السوريون يحتفلون في ساحات الوطن بهزيمة الطاغية وعودة الوطن لأبنائه. هذه سورية كما عهدناها، جميلة بأطيافها كافة". ولم تقتصر التظاهرة في ساحة الكرامة على الاحتفال، إنما رفع عدد من النشطاء لافتات تطالب بدولة عدالة مدنية يكون لكل الفئات دور فيها.
وعبرت الناشطة هلا الحلبي لـ"العربي الجديد" عن ثقتها بأن من سعى للتحرير لن يأسر حرية الآخرين، و"نأمل أن ما يشاع أو يخرج على لسان البعض من تهميش لدور فئات بعينها، وخاصة المرأة، حالات فردية فعلا لا تمثل التوجه القادم، فالمرأة التي شاركت الرجل في الثورة قادرة على مشاركته في إدارة شؤون البلاد والمجتمع". واعتبرت الحلبي أن النصر ما زال منقوصا "إلا إذا حققنا كل ما نصبو إليه ووصلنا إلى دولة تحترم القانون والتعددية، فالدين لله والانتماءات حرية شخصية، والنوع الاجتماعي شيء قدره الله لنا، أما الوطن فهو للجميع".
وزارت ساحة الكرامة وفود عدة من المحافظات السورية، كان أبرزها وفد من مدينة دمشق على رأسه الشيخ ياسر عثمان من الطائفة العلوية، يرافقه المعتقل المحرر أيمن فارس الذي اعتقله النظام السابق نتيجة تأييده حراك السويداء في سبتمبر/ أيلول 2023 أثناء توجهه إلى السويداء للمشاركة في التظاهرات. وأشاد الشيخ ياسر العثمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، بـ"همّة الثوار الذين ناضلوا على مدى سنوات لرفع الظلم عن الشعب السوري"، وبنشطاء ساحة الكرامة "الذين تمسكوا بموقفهم المبدئي". وقال إن "الشعب السوري واحد وسيكمل في طريق النصر لتعود سورية أفضل مما كانت عليه قبل حكم الطغاة".
أما الناشط والمعتقل السابق أيمن الفارس، فقد عبر عن فرحته بالتحرير والنصر على النظام المخلوع، وتحدث عن قصة اعتقاله، قائلا: "تجرأت ورفعت صوتي في وجه الطاغية بشار الأسد الذي أنهك السوريين طيلة حكمه، الأمر الذي استفز أجهزة القمع الأمنية وقررت اعتقالي، ما حدا بي للبحث عن ملجأ آمن، لأتجه للسويداء لأنني كنت على يقين أنها المحافظة التي لطالما حمت دخيلها، لكن النظام استطاع أن يسبق دخولي للسويداء واعتقلني أثناء خروجي من جرمانا إلى المدينة بكمين محكم".
وفي سياق متصل، تدفقت وفود بالمئات إلى منزل الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجري، منها وفود محلية، وأخرى من خارج المحافظة، من حضر وجبل الشيخ، وجرمانا ولبنان، إضافة إلى وفد من القبائل العربية من الجزيرة السورية، على رأسه شيخ لقبيلة شمر قال لـ"العربي الجديد"، إنهم جاؤوا ليهنئوا السوريين في السويداء و"القائد الوطني الشيخ حكمت الهجري الذي أطلق كلمة جامعة وطنية، وكان نصيراً للحراك وللسوريين المستضعفين إبان حكم الأسد، ولم تثنه جميع التهديدات المبطنة بحقه عن قول كلمة الحق ليكون مثالاً لرجل الدين الذي تحدث عن الوطن بعيداً عن أي تحريض طائفي".