سيطر الهدوء الحذر، اليوم الثلاثاء، على ولاية غرب دارفور، غرب السودان، عقب حوادث قتل وانتقام قبلي شهدتها الولاية أمس الإثنين.
وقال شاهد عيان من الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور، لـ"العربي الجديد"، إن المدينة وبلدات أخرى تسودها حالة حذر شديد، ولم تفتح المدارس وعدد من المحال التجارية أبوابها، وغاب موظفون عن العمل مع تمركز للقوات الأمنية في المؤسسات الحكومية والبنوك، تحسباً لأي طارئ.
وكان 6 أشخاص قتلوا، بينهم رجل شرطة، خلال اشتباكات قبلية اندلعت خلال اليومين الماضيين على خلفية مقتل فتى في منطقة الجنينة.
وتزامنت الأحداث مع تطور دموي آخر بمحلية فوربرنقا الواقعة على بعد 165 كيلومتراً من الجنينة، والقريبة من الحدود السودانية التشادية، حيث تدور اشتباكات بين العرب والمساليت منذ أمس، نتيجة لحادثة قتل تبعتها عمليات انتقام وإحراق للمنازل في عدد من أحياء مدينة فوربرنقا. ولم تعلن أي من الجهات الخسائر النهائية حتى الآن.
وكان والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله ابكر قد أصدر، أمس الإثنين، قرارا بإعلان حالة الطوارئ في جميع محليات الولاية، عقب التوترات الأمنية التي تشهدها محلية فوربرنقا.
وقضى أمر الطوارئ بفرض حظر للتجول من الساعة السابعة مساء حتى السابعة صباحا، ولمدة أسبوعين.
وقال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للنازحين آدم رجال لـ"العربي الجديد"، إن هجوم المليشيات على حي التضامن بمدينة فوربرنقا استمر صباح اليوم، ما تسبب بعمليات نزوح من الأحياء المتضررة إلى أحياء أخرى أو مؤسسات حكومية، مبيناً أنهم حتى الآن لا يمتلكون المعلومات الكافية عن عدد الضحايا، بينما تشير التقديرات الأولية إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 5 آخرين.
وخلال السنوات القليلة الماضية، قتل مئات الأشخاص وحرقت آلاف المنازل نتيجة للنزاعات القبلية المستمرة بولاية غرب دارفور، أكثر ولايات دارفور توتراً في الآونة الأخيرة، كما شهدت مدن أخرى في دارفور في اليومين الماضيين هجمات استهدفت ثلاثة عناصر من الجيش السوداني في حوادث مختلفة، أحدهم برتبة مقدم، وقد قتل في حادث سرقة لسيارته.