السودان: قتيل في أم درمان يرفع ضحايا التظاهرات ضد الانقلاب إلى 100

06 يونيو 2022
احتجاجات مستمرة في السودان (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

قالت لجنة أطباء السودان المركزية، مساء الإثنين، إن محتجا قُتل أثناء تصدي قوات الأمن لتظاهرات مناهضة للانقلاب في مدينة أم درمان، ما يرفع إجمالي القتلى في التظاهرات المناهضة للانقلاب منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 100.

وأفادت اللجنة، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، بأن "روح شهيد لم يتم التعرف على بياناته بعد، ارتقت اليوم إثر إصابته بـطلق ناري متناثر، يرجّح أنه بسلاح خرطوش في الصدر أطلقته قوات الانقلاب في مدينة أم درمان أثناء قمعها لتصعيد التظاهرات السلمية".

وأضافت اللجنة ذاتها أن "الأرواح ليست أرقاماً تُحصى وتُعد، وليست هينة لتُحصد من قبل الآلة القمعية لقوات من المنوط بها حماية أرواح مواطنيها. وبقتيل اليوم يرتفع العدد الكلي للشهداء منذ انقلاب 25 أكتوبر إلى 100، يظلون كما تقول اللجنة أعلاماً بارزة لثورة ديسمبر المجيدة ويُخلّدون في التاريخ أبداً"، على حد تعبيرها.

وتشهد أم درمان تظاهرات احتجاجاً على زيارة منتظرة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أم درمان، لافتتاح مركز تجاري. وفي وقت سابق الاثنين، أغلق متظاهرون بعض الطرق، وأحرقوا إطارات السيارات القديمة، وتظاهروا في الأحياء القريبة، فيما نشرت قوات الشرطة والجيش قوات إضافية في المنطقة.

وأصدرت لجان مقاومة أم درمان بياناً دعت فيه إلى إغلاق كل الشوارع والجسور المؤدية إلى المدينة، لمنع البرهان من الوصول إليها.

وكانت لجان مقاومة بري، شرقي الخرطوم، قد منعت، في الأسبوع الماضي، نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو من المشاركة في افتتاح معرض الخرطوم الدولي في دورته الجديدة، وذلك بإقامة حواجز ومتاريس على طول شارع المعرض.
 

"الحرية والتغيير" السوداني يقاطع اجتماعاً دعا إليه وسطاء دوليون

 


وفي وقت سابق الاثنين، أعلن تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" في السودان مقاطعته اجتماعا فنيا بحضور أطراف عسكرية ومدنية، دعا إليه وسطاء دوليون، بحجة أنه لا يخاطب طبيعة الأزمة ولن يؤدي إلى إنهاء الانقلاب العسكري.

وجاء ذلك في بيان صحافي تلاه عضو المجلس المركزي للتحالف، الواثق البرير، في دار حزب الأمة القومي بمدينة أم درمان.

وأبلغ التحالف قرار المقاطعة والاعتذار لمساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في، وللآلية الثلاثية المشكّلة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية "إيقاد"، في اجتماعين منفصلين، أحدهما مع الدبلوماسية الأميركية الموجودة حاليا في الخرطوم، والآخر مع الآلية الثلاثية التي تضم كلا من رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس، ومبعوث الاتحاد الأفريقي محمد حسن ود لباد، ومبعوث "إيقاد" إسماعيل أويس.

وأوضح التحالف، في بيانه، أنه تلقّى دعوة من الآلية الثلاثية لحضور اجتماع، الأربعاء المقبل، يضم أطرافا عسكرية ومدنية، عازياً مقاطعته واعتذاره عن عدم المشاركة إلى عدم تصميم العملية السياسية التي تشرف عليها الآلية الثلاثية بطريقة تخاطب طبيعة الأزمة، وتؤدي إلى إنهاء انقلاب 25 أكتوبر. كما أنها لن تقود، بحسب "التحالف"، إلى قيام نظام مدني ديمقراطي، وستغرق البلاد في حوار لا طائل منه، مبدياً اعتراضه على مشاركة أطراف وصفها بـ"الانقلابية" وأخرى مرتبطة بالنظام البائد في الاجتماعات.

وأضاف بيان التحالف أنه نقل إلى الدبلوماسية الأميركية مولي في، وإلى وسطاء الآلية الثلاثية، "عدم التزام السلطة الانقلابية بإجراءات تهيئة المناخ حتى بعد قرارها رفع حالة الطوارئ، حيث استمر العنف ضد المتظاهرين السلميين، وتواصلت الاعتقالات اليومية واقتحام المنازل والمستشفيات، وتوالت القرارات الارتدادية، بإعادة تمكين منسوبي النظام البائد في مفاصل الدولة، وفشلت كذلك السلطة الانقلابية في حماية المدنيين".

وأشار البيان إلى أن مولي في أبلغت ممثلي التحالف دعمها الكامل لمطلب إنهاء الانقلاب، والتأسيس لتحوّل ديمقراطي مدني، والنأي بالجيش عن السياسة، فيما أكد التحالف أنه يتواصل مع الفاعلين الدوليين والإقليميين ويسعى بكل الوسائل السلمية إلى تحقيق شعارات الثورة "حرية وسلام وعدالة".  

وكان البرهان قد جدد التزامه بـ"استكمال المرحلة الانتقالية وصولاً إلى مرحلة التحول الديمقراطي"، وأكد دعم مجلس السيادة "جهود الآلية الثلاثية لدفع عملية الحوار بين الفرقاء السودانيين لتحقيق الوفاق الوطني وحل الأزمة السياسية الراهنة".

جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الإثنين، بالآلية الثلاثية بحضور وزير الخارجية المكلف علي الصادق، الذي أوضح في تصريح صحافي أن الآلية أعربت عن ترحيبها بقرار رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين، والخطوات الجارية في أعقاب إعلان بدء الحوار المباشر، يوم الأربعاء المقبل، بين الفرقاء السودانيين.

وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن اللقاء بين البرهان والآلية الثلاثية "استعرض الموضوعات التي ستُطرح خلال عملية الحوار المباشر، والهدف من طرحها والمخرجات المتوقعة من الحوار".