انطلقت في العاصمة الخرطوم، اليوم الإثنين، ورشة خاصة، بتجديد تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ضمن أعمال المرحلة النهائية للعملية السياسية لإنهاء الأزمة السياسية في السودان.
وتهدف الورشة إلى الخروج بتوصيات لصياغة الفصل النهائي الخاص بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو في الاتفاق السياسي النهائي، ووضع خريطة طريق لتجديد عملية التفكيك، واقتراح تعديلات على قانون تفكيك النظام المجاز في العام 2019.
وشارك في الورشة القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في الخامس من الشهر الماضي، وذلك بنسبة 40% من المشاركين، و60% لمجموعات العمل المتخصصة والخبراء.
وفي كلمة له في الجلسة الافتتاحية، قال عضو مجلس السيادة السابق رئيس لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو، محمد الفكي سليمان، إن الانقلاب العسكري عطل عمليات تفكيك النظام البائد، وإن الورشة "ستمثل بداية من الصفر لتلك العملية المهمة".
وأكد أن لجنته تمكنت من تحقيق كثير من الإنجازات في السابق، ما أوقعها في العديد من التقاطعات، متعهدا بتسليم ملف تجربة اللجنة كاملاً لأي لجنة تشكل فيما بعد. وأشار إلى أن السودان لن يتقدم إلى الأمام بتحول ديمقراطي إلا بعد مراجعة من قتل ومن نهب موارد الدولة، ومحاسبته واسترداد الأموال.
وبدأت أولى الجلسات التي تستمر حتى الخميس المقبل بورقة عن الفساد والتمكين خلال 3 عقود من الزمان قدمتها الدكتورة زحل الأمين.
وقال صديق الصادق المهدي القيادي بحزب الأمة القومي، أثناء المناقشات، إن "ما فعله النظام البائد ليس فقط تخريبا متعمدا، بل هو قرصنة على مرافق الدولة كلها"، وشدد على استمرار عمل اللجنة بصورة مهنية وسياسية حتى محو هذه الآثار والوصول إلى تفكيك دولة الحزب الواحد.
من جانبه، ذكر كمال عمر القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أن فساد نظام البشير هو فساد غير مسبوق، وأكد أنه مع تفكيك التمكين، ولو كان ذلك على حساب حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يوماً جزءا من المؤتمر الوطني الحاكم، مبينًا أن للحزب عددا من ملفات الفساد سيسلمها للجنة الجديدة.
وشددت الصحافية رشا عوض على ضرورة أن يكون إصلاح الأجهزة العدلية وإصلاح القضاء من أولويات العملية الإصلاحية "حتى الوصول إلى الهدف الذهبي للفترة الانتقالية وهو إجراء الانتخابات الحرة النزيهة".
وأوضحت أن "إزالة التمكين ليست بدعة جديدة وإنما هي عمل مورس عالمياً لأنظمة مستبدة، فقد تم تفكيك النظام النازي والنظام الفاشي"، وتابعت: "المجتمعات التي تريد تحولاً ديمقراطياً حقيقياً من أنظمة الطغيان يتوجب عليها تفكيك الأجهزة الحزبية التي تحكم الدولة".
وأوضح ممثل لجنة المعلمين سامي الباقر، أن عمليات التفكيك في الفترة السابقة أهملت قطاع التعليم الذي هيمن عليه النظام القديم بالكامل.