السلطات العراقية تفتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين وتزيل الحواجز

08 يناير 2023
ستُفتح المنطقة أمام المواطنين من الساعة 5 صباحاً وحتى 7 مساء في المرحلة الأولى (فرانس برس)
+ الخط -

فتحت القوات الأمنية العراقية، اليوم الأحد، مداخل المنطقة الخضراء أمام حركة سير مركبات المواطنين، مع رفع عدد كبير من الحواجز الأمنية في العاصمة بغداد، ضمن خطة خفض الاختناقات المرورية في العاصمة.

وتؤكد جهات أمنية عراقية أن فتح المنطقة الخضراء ورفع عدد من الحواجز الأمنية في العاصمة بغداد لن يؤثرا على الوضع الأمني، وأن هناك خططاً أمنية واستخباراتية وضعت لمنع أي خروقات ومنع أي أعمال خارجة عن القانون.

وفتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين ليس الأول، فقبل هذا فتح رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي المنطقة، وقبله رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي مطلع عام 2019، ومن قبله رئيس الوزراء حيدر العبادي نهاية عام 2017، إلا أنها أُغلقت بعد موجة الاحتجاجات الشعبية في العاصمة.

وكانت القرارات السابقة حول فتح المنطقة الخضراء قد جاءت بعد التطرق في مناسبات عديدة إلى مشكلات العاصمة العراقية وأزمة الاختناقات المرورية اليومية.

وقال عضو المتابعة في مكتب رئيس الوزراء العراقي اللواء جاسم الزبيدي، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن فتح المنطقة الخضراء ورفع عدد من الحواجز الأمنية يُعدّان من أولويات الحكومة الجديدة وضمن برنامجها الحكومي لرفع المعاناة عن المواطنين من خلال خفض الازدحامات المرورية في بغداد.

وبحسب الزبيدي فإن المنطقة ستُفتح أمام حركة المواطنين من الساعة الخامسة صباحاً لغاية الساعة السابعة مساء، كمرحلة أولى، فيما ستعمل الحكومة خلال الأيام المقبلة على فتح المنطقة بشكل كامل وعلى مدار الساعة، مؤكداً أن العمل مستمر من أجل ذلك، بحسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني.

وأضاف "خلال الأيام الماضية رفع أكثر من (100) من الحواجز الأمنية في العاصمة بغداد، والعمل مستمر ومتواصل على رفع المزيد منها في شوارع بغداد"، مشيراً إلى أن الخطوة الجديدة ستُسهم بشكل كبير في خفض الازدحامات المرورية.

وأكد عضو المتابعة في مكتب رئيس الوزراء العراقي أن رفع الحواجز الأمنية من شوارع العاصمة بغداد لن يؤثر على أمنها واستقرارها، قائلاً إن "هناك خططاً أمنية وضعت وفق التطورات الأخيرة على الأرض، عدا عن وجود جهد استخباراتي ممتاز يتابع أي تحركات مشبوهة وخارجة عن القانون".

والمنطقة الخضراء اسم دخيل على جغرافية بغداد، وتتألّف عملياً من ثلاثة أحياء سكنية متجاورة على نهر دجلة وسط بغداد، هي حي كرادة مريم، وحي القادسية، وحي التشريع، فضلاً عن اقتطاع جزء بسيط من حي الحارثية.

وتُحيط بالمنطقة الخضراء ثلاثة أسوار إسمنتية عالية، حدّدت معالم المنطقة الجديدة، وفتحت لها خمسة أبواب، كل باب مخصص لدخول فئة محددة من الموظفين والمسؤولين الكبار والبعثات الدبلوماسية والمواطنين الذين يراجعون لإكمال معاملات لديهم.

"حياة مدنية بعيدة عن عسكرة الشوارع"

من جهته، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ رفع الحواجز الأمنية من شوارع العاصمة خطوة مهمة جداً من أجل إعادة جمالية الشوارع وعودة الحياة المدنية لها بعيدة عن عسكرة الشوارع والمجتمع العراقي، كما أنها خطوة مهمة لخفض الازدحامات المرورية.

وأكّد أن "القوات الأمنية مسيطرة على كامل الوضع الأمني في العاصمة بغداد وهناك جهد استخباراتي كبير في ملاحقة الجريمة المنظمة قبل وقوعها، ولهذا رفع الحواجز الأمنية لن يؤثر على الأمن، وأي حديث غير ذلك هو غير صحيح، فهذه الخطوة مهمة جداً وهي مدعومة بشكل كبير من قبل المواطنين".

وبيّن أن "حكومة محمد شياع السوداني عازمة على إبقاء المنطقة الخضراء مفتوحة أمام المواطنين، بشكل حقيقي وليس إعلامياً فقط، كما فعلت ذلك الحكومة السابقة، وهناك نية لفتح المزيد من شوارع الخضراء وباقي مناطق العاصمة المغلقة منذ سنين طويلة". وتابع "هذه الإجراءات ضمن البرنامج الحكومي للسوداني، ومدعومة من قبل جميع الكتل والأحزاب السياسية، إضافة إلى المواطنين بمختلف توجهاتهم".

وتشهد شوارع العراق، خصوصاً في العاصمة، ازدحاماً كبيراً في أغلب الطرق الرئيسة، خصوصاً عند التقاطعات ونقاط التفتيش المنتشرة في معظم المناطق، الأمر الذي يتسبّب في ضغوط نفسية لدى المواطنين، بالإضافة إلى هدر الوقت خلال الانتظار الطويل على الطرقات قبل وصولهم إلى أماكن عملهم أو الدوائر الحكومية التي تقدّم الخدمات المختلفة.

المساهمون