السفير الألماني يقدم اعتماده للخارجية المغربية بعد أزمة بين البلدين

07 مايو 2022
اعتماد السفير الألماني يأتي بعد أزمة بين الرباط وبرلين استمرت لـ 9شهور (Getty)
+ الخط -

قدم الدبلوماسي الألماني روبرت دولغر، الجمعة، اعتماده بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطوة جديدة تؤشر على طي أزمة استمرت لمدة 9 أشهر بين البلدين، والانتقال إلى "عقد شراكة جديدة بين البلدين".

واستقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مساء الجمعة، دولغر الذي قدم نسخاً من أوراق اعتماده بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بعد يوم على وصوله إلى العاصمة المغربية الرباط.

ويواجه السفير الألماني الجديد في المغرب امتحان تنفيذ مضامين خريطة الطريق، التي اتفق عليها البلدان لاستئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون السياسي المتمثلة أساساً باحترام سيادة وتوجهات الدولتين الاستراتيجية واختياراتهما السياسية، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة مرتبطة بالتعاون الاقتصادي والتجاري.

وتعد ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تنشط حوالي 300 شركة ألمانية في هذا البلد، فضلاً عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.

وكان وزير خارجية المغرب ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك قد اتفقا، في بيان مشترك صدر في 16 فبراير/ شباط الماضي، على "تجاوز سوء الفهم" الذي توترت بسببه العلاقات بين البلدين على مدى أشهر العام الماضي، وعلى ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات، وإطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذا تعميق العلاقات الثنائية المتعددة الأوجه.

وقبل تعيينه سفيراً بالمغرب، كان دولغر يشغل منصب مدير منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة الساحل في وزارة الخارجية الألمانية. كما ترأس الدبلوماسية الألمانية في بوركينا فاسو منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

ويمتلك السفير الجديد خبرة دبلوماسية في الشرق الأوسط، حيث ترأس وحدة الأزمات اللبنانية في وزارة الخارجية الألمانية، قبل أن يصبح رئيساً لقسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية.

وشغل دولغر منصب وزير مفوض في السفارة الألمانية بتركيا، بين عامي 2015 و2018، كما تولى عدداً من المهام الدبلوماسية في دول أوروبية وآسيوية، وشغل سابقاً منصب السكرتير الأول في البعثة الدائمة لدى حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

وبتقديم السفير الجديد اعتماده إلى رئيس الدبلوماسية المغربية، تكون الرباط وبرلين قد أنهتا مسار تطبيع علاقات البلدين الذي ابتدأ بتلقي العاهل المغربي في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، دعوة من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينمير، للقيام بـ"زيارة دولة" إلى برلين من أجل "عقد شراكة جديدة بين البلدين".

وكان المغرب أعلن، في 22 ديسمبر / كانون الأول الماضي، استئناف التعاون الثنائي مع ألمانيا، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين في الرباط وبرلين إلى شكلها الطبيعي.

ورحبت الخارجية المغربية بما وصفته بـ"الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة التي عُبِّر عنها أخيرا من قبل الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا"، معتبرة في بيانها، أن تعبير برلين "عن هذه المواقف يتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين في الرباط وبرلين إلى شكلها الطبيعي"، لافتة إلى أن المملكة المغربية تأمل أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال، بما يعكس روحاً جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقة على أساس الوضوح والاحترام المتبادل.

ومنذ رحيل المستشارة أنجيلا ميركل، توالت مؤشرات حدوث تغيير في سياسة برلين، بداية من إشادتها بدور المغرب في الأزمة الليبية، إلى موقفها من قضية الصحراء بدعمها جهود المغرب لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع.

المساهمون