السعودية تلاحق المطلوبين بتهم "إرهابية": 169 موقوفاً خلال شهرين

22 ديسمبر 2014
تكثيف ملاحقة المتهمين بـ"أعمال إرهابية" (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

دفعت حادثة إطلاق النار على حسينية في محافظة الأحساء السعودية الشهر الماضي، إلى فتح "شهية" الأمن السعودي على إلقاء القبض على 135 مطلوباً حاولوا القيام بأعمال مسلّحة في السعودية، أو تسهيل الخروج والدخول إلى الأراضي السعودية بطرق غير نظامية، فيما نجحت القوات الأمنية بتوجيه ضربة استباقية لمجموعة ممن يقومون بتجنيد السعوديين لإرسالهم إلى القتال في العراق وسورية واليمن، ووصل عدد الموقوفين بتهم القيام بأعمال إرهابية خلال شهرين إلى 169 شخصاً.

آخر هذه العمليات الأمنية، جرت أمس الأول في بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف شرقي المملكة، وأدت إلى مقتل أربعة مطلوبين بعد تبادل لإطلاق النار مع رجال الأمن خلال ملاحقة مجموعة مسلّحة متهمة بمقتل جندي، الأحد الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السعودية.

وعلمت "العربي الجديد" أن قوات الأمن اقتحمت بلدة العوامية فجر السبت، واستمر الاقتحام أكثر من سبع ساعات، ما تسبب في سقوط 20 جريحاً، فيما تم اعتقال أربعة أشخاص، بينهم طفل بعد تدمير منزل ذويه. كما قُتل طفل بسبب المناوشات بين الأمن والمطلوبين، لم تصرّح الجهات الرسمية عنه، ولكن مجموعة من النشطاء كشفوا عن اسمه وصورته في شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي، إن تعاون أبناء البلدة ساعد في سرعة كشف من يقف خلف حادث مقتل الجندي، مشيراً إلى أن قوات الأمن المداهمة تولت البحث عن المطلوبين حتى بادروا فجر السبت إلى إطلاق النار، وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، ونتج عن ذلك مقتل أربعة منهم، بينهم المسؤول الرئيس عن إطلاق النار على الجندي، فيما أصيب رجل أمن بإصابة متوسطة.

وكانت وزارة الداخلية السعودية ألقت القبض في ديسمبر/كانون الأول الحالي، على ثمانية سعوديين، متهمين بتجنيد شبان سعوديين للانضمام إلى تنظيمات مسلّحة في كل من العراق وسورية واليمن. وتم توقيفهم بعد مداهمة مدينة تمير التي تقع على بعد 140 كيلومتراً شمال غربي الرياض، وذلك بعد أن قام أعيان في تمير بالإبلاغ عنهم بعدما نجحوا في تحريض 35 شخصاً، للالتحاق بـ"جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال فترة وجيزة.

وخلال الأيام الـ60 الماضية، أطاحت السلطات الأمنية في السعودية بـ169 متهماً بالانتماء والتعاطف مع التنظيمات والجماعات المسلّحة في البلدان المضطربة عربياً. وكانت الحصة الأكبر ما أعلنت عنه وزارة الداخلية بعد حادثة الأحساء الشهر الماضي، إذ تم القبض على 135 متهماً، غالبيتهم من السعوديين باستثناء 25 شخصاً من جنسيات مختلفة، شملت 16 سورياً و3 يمنيين ومصرياً ولبنانياً وأفغانياً وأثيوبياً وبحرينياً وعراقياً.

كما كانت الجهات السعودية المختصة قد أكدت ارتباط 54 موقوفاً بالتنظيمات المسلّحة، توزعت أدوارهم بأشكال مختلفة من الدعم لتلك التنظيمات، شملت التمويل والتجنيد والإفتاء ونشر الدعاية والمقاطع المحرّضة، إضافة إلى إيواء المطلوبين وتصنيع المتفجرات وغيرها. فيما تم توقيف 17 شخصاً آخر، لعلاقتهم بالتجمّعات المستمرة في بلدة العوامية، إضافة إلى تهمة حيازة السلاح وتهريبه والتخطيط لتنفيذ أعمال مخلّة بالأمن. كما تم توقيف 21 متهماً في التورط بالدخول أو الخروج من السعودية بطريقة غير نظامية، وتهريب أسلحة.

المساهمون