أكد رئيس حكومة "الوفاق" الليبية فائز السراج، اليوم الأربعاء، خلال لقائه رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيتش، دعمه "لانتقال سلس للسلطة"، في وقت أسفر انفجار وقع في مدينة سبها، جنوب شرقي البلاد، عن مقتل طفل وجرح آخرين.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، في بيان، إنّ اللقاء بين السراج وكوبيتش جرى في طرابلس، ذاكراً أنّ كوبيتش قدم التهنئة للسراج بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير/ شباط عام 2011، والتي أطاحت نظام العقيد معمر القذافي.
وبحسب البيان، فقد رحّب السراج بدوره بالمبعوث الأممي الجديد في طرابلس، مؤكداً دور البعثة الأممية في مساعدة الليبيين على "مواجهة مصاعب وتحديات هذه المرحلة، والوصول إلى مرحلة مستقرة عبر انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل".
كذلك طلب السراج من الأمم المتحدة "تقديم المساعدة التقنية والفنية ودراسة سبل التأمين اللازمة لتنفيذ هذا الاستحقاق الوطني في جميع مراحله، والتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات لتوفير المراقبة خلال سير العملية الانتخابية وحتى الانتهاء منها واعتماد النتائج النهائية".
وأشار البيان إلى أنّ الرجلين اتفقا على أهمية الالتزام بمقررات ملتقى الحوار السياسي ومخرجات مؤتمر برلين مع "إعطاء أولوية للمصالحة الوطنية وتوحيد مؤسسات الدولة".
سياسياً أيضاً، أكد عضو مجلس النواب محمد عبد الحفيظ أنّ النواب المجتمعين في صبراته ينتظرون رأي اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 بشأن إمكانية عقد جلسة برلمانية موحدة بمدينة سرت، الأسبوع المقبل.
وقال عبد الحفيظ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "النواب المجتمعين في صبراته غلّبوا مصلحة الوطن، وضرورة التئام المجلس"، مشيراً إلى أنّ "النصاب القانوني توفر في جلسة الأمس، الثلاثاء، وكان بمقدور الأعضاء التصويت على تغيير الرئاسة".
وأشار إلى تأجيل الجلسة المقررة لتغيير الرئاسة إلى الأسبوع المقبل، على أن تعقد في مدينة سرت، وذلك بطلب من عدد من النواب تلافياً للمزيد من الانقسامات، موضحاً أنه "حددنا مدينة سرت للتقارب مع الموجودين في طبرق".
وكان النواب المجتمعون في صبراته قد قرروا، وفق بيان لهم، ليل أمس الثلاثاء، عقد جلسة أخرى يومي 22 و23 من فبراير/ شباط الحالي، بمدينة سرت.
وقدم البيان دعوة لرئيس المجلس في طبرق عقيلة صالح، ورئيس المجلس في طرابلس حمودة سيالة، لحضور الجلسة المقررة في سرت، مشدداً في المقابل على "إبقاء جدول أعمال جلسات صبراته، المحدد فيه تغيير رئاسة مجلس النواب وتعديل لوائحه الداخلية، كما هو".
وسبق أن قرر مجلس النواب المجتمع في طبرق، في جلسة تشاورية، الاثنين الماضي، برئاسة عقيلة صالح، عقد جلسة بمدينة سرت، دون أن يحدد موعدها، لكنه أشار إلى أنها ستناقش منح الثقة للحكومة المنتظرة.
ويتوجب على مجلس النواب الاجتماع لمنح الثقة للحكومة المنتظرة في غضون 21 يوماً من موعد تقديمها، وإلا تحال صلاحية منح الثقة إلى ملتقى الحوار السياسي، وفق خريطة الطريق المعتمدة من أعضاء الملتقى الذي انتخب أعضاء السلطة الجديدة.
من جهتها، أكدت واشنطن، الأربعاء، أنها "ستواصل دعم العملية السياسية التي تقود ليبيا نحو المصالحة والانتخابات في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الليبي، بما في ذلك انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة".
جاء ذلك في بيان للسفارة الأميركية في ليبيا، نشرته عبر صفحتها في فيسبوك، اليوم، بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير/ شباط 2011.
وأضاف البيان أن "السفارة الأميركية تحتفل بالذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير، ونحن ندرك وندعم حق الشعب الليبي في تقرير مستقبل بلده والمطالبة بالحكم الرشيد والشفاف واحترام حقوق الإنسان".
وأشاد بـ"التقدم السياسي الذي حدث تحت رعاية الأمم المتحدة في الأشهر الأخيرة، ونتطلع إلى الفرصة المتجددة لبناء ليبيا ذات سيادة وموحدة وآمنة ومستقرة تكون مسؤولة أمام مواطنيها".
الذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير #ليبيا https://t.co/vvIeDq6XwF
— U.S. Embassy - Libya (@USAEmbassyLibya) February 17, 2021
مقتل طفل في سبها
ميدانياً، أعلن المجلس البلدي لمدينة سبها (جنوب شرق)، عن مقتل طفل وإصابة آخرين جراء انفجار وقع ليل أمس، الثلاثاء، وسط ساحة الاحتفال بذكرى الثورة العاشرة.
ولم تحدد البلدية، في بيانها، اليوم الأربعاء، سبب الانفجار ولا نوعه، لكنها طلبت من الجهات الأمنية "معرفة سبب الحادث"، ودعتها للقيام بمهامها واتخاذ ما يلزم من إجراءات للوصول إلى الجناة.
وفي بيان آخر، أعلنت مديرية أمن سبها عن عثور فرقها على "متفجرات جاهزة للتفجير" بالقرب من فندق "أفريقيا" بالمدينة.
وفيما طلبت مديرية الأمن من المواطنين "عدم المرور بجانب الفندق"، لم تذكر أي علاقة بين العثور على المتفجرات وواقعة التفجير، ليل أمس.