استمع إلى الملخص
- التقى علاء نعنوع بعائلته لأول مرة منذ 14 عاماً، معبراً عن فرحته، ويرى السكان أن عودة اللاجئين ستساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مع التأكيد على التعايش ونبذ الطائفية.
- رغم الأزمات المعيشية، هناك تفاؤل بتحسن الأوضاع بدعم عربي ودولي، مع تحركات مدنية لاحتواء المشاكل وتأسيس تجمعات سياسية جديدة.
بعد قرابة أسبوع على إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ما زالت الأوضاع في الساحل السوري غربي البلاد تتسم بالفوضى، بسبب ضعف الحضور الأمني، وسط انتشار الشائعات بكثرة، رغم البيانات والتطمينات الصادرة عن الحكومة السورية الجديدة. وطوال أيام الأسبوع الفائت، شهدت العديد من مدن اللاذقية وطرطوس وأريافها احتفالات شعبية بإسقاط النظام وعودة لاجئين سوريين إلى بيوتهم، وكانت مظاهر لم الشمل للأسر طاغية على هذه الاحتفالات.
وبعد أكثر من 14 عاماً، التقى علاء نعنوع لأول مرة بعائلته في مدينة جبلة (25 كيلومتراً جنوب اللاذقية) بدموع قلّ فيها الكلام، ولم يتعرف الكثير من جيرانه عليه بعد أن غيرت سنين الحرب ملامحه. وقال نعنوع، في حديث لـ"العربي الجديد": "لم أتمالك نفسي بعد أن سمعت بإسقاط النظام هذه اللحظة التي انتظرتها منذ 14 عاماً لألتقي بعائلتي لأول مرة عدت ومعي زوجتي وثلاثة أطفال لم يروا أهلي إلا في مرات معدودة عبر شاشة الجوال، شعرت بأن كل تلك السنين كانت دهراً طويلاً، واليوم أعود من خيمتي في إدلب إلى عائلتي وجيراني وأصدقائي".
اللحظات العاطفية هذه مثلت المشهد الأجمل طوال الأسبوع، وتكررت في الكثير من مناطق الساحل. ويرى إبراهيم عبد العال، وهو من سكان مدينة جبلة، أن عودة لمّ شمل العائلات ببعضها ووصول المغتربين واللاجئين وهم كثيرون من مناطقنا سيحسن الوضع الاقتصادي وينعش الأوضاع بعد ضبط الأمن المنفلت حالياً.
وقال عبد العال، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه متفائل، مؤكداً أن الناس كانت تعيش دون أي أمل خاصة بالنسبة للشبان، ورأى أن "سكان الساحل السوري قادرون على التعايش ونبذ الأصوات الطائفية التي تصدر من هنا وهناك". ورغم استمرار الأزمات المعيشية والخدمية من غياب الكهرباء والمياه لساعات طويلة يرى محمود الخير، وهو من أهالي مدينة اللاذقية، أن هناك أملاً بتحسن الوضع خلال الفترة القادمة، لا سيما إن كان هناك دعم عربي ودولي، مردفاً: "أنا أحد الشبان الذين كانوا يستعدون للهجرة من سورية، بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، لكن عاد إليّ الأمل، وقررت إلغاء سفري، على أمل أن يكون الوضع أفضل".
وأضاف الخير، في حديث لـ"العربي الجديد": "حالياً هناك بعض الخوف في منطقة الساحل تحديداً من استمرار الفوضى الأمنية والعمليات الانتقامية التي نراها هنا وهناك، وهذا أمر طبيعي نوعاً ما بعد أكثر من 50 سنة لحكم نظام الأسد، وما خلقه من عداوات وتفرقة بين فئات المجتمع، وما شهدناه حتى اليوم من إصرار مختلف الطوائف في الساحل على التعايش يعتبر أمراً إيجابياً".
وتتميز اللاذقية وطرطوس في الساحل بتنوع طائفي، وبرزت الكثير من المخاوف خلال الأيام الأخيرة من فلول النظام وتمركزهم في قرى الساحل. ومع بداية الأسبوع في سورية وعودة افتتاح المدارس والجامعات عادت الحركة نسبياً في مناطق الساحل، مع ملاحظة استمرار صعوبات تأمين المحروقات ووسائل النقل. وعُقدت، خلال الأسبوع الماضي، عدة اجتماعات بين وجهاء المناطق والطوائف في الساحل لتفادي أي تصعيد أو أعمال قتالية. وقال الناشط الإعلامي في اللاذقية ملهم جبلاوي لـ"العربي الجديد" إن هناك الكثير من التحركات المدنية والاجتماعية لاحتواء المشاكل، في حين تحدث البعض عن تأسيس تجمعات تمهيداً لإطلاق أحزاب سياسية.