أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون قرر إعادة فتح الحدود البرية مع تونس بداية من يوم 15 يوليو/تموز، بعد أكثر من عامين من إغلاقها.
وقال تبون، في تصريح صحافي، خلال توديعه الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي شارك في احتفالات الجزائر بعيد الاستقلال، إنه قرر فتح الحدود للسماح بزيارة الشعبين لبعضهما، مشيرا إلى أن الحدود لم تغلق على مستوى التبادل التجاري.
ويتخذ القرار الجزائري بعدا سياسيا في صلته بالتطورات السياسية في تونس، ويشير إلى وجود تفاهمات جديدة بين تبون وسعيد، بعد فترة فتور في العلاقة نتيجة تحفظات جزائرية وقلق من تحالفات غير معلنة للرئيس قيس سعيد مع مصر والإمارات.
وصرح السفير الجزائري في تونس عزوز بعلال، في وقت سابق، أن الدواعي الصحية هي التي تقف وراء عدم اتخاذ الجزائر قرار فتح الحدود البرية، إلا أن انتفاء المبررات الصحية وانتهاء أزمة كورونا في البلدين جعلا من هذا التصريح غير مقنع.
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية أنه بمناسبة زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال، تقرر فتح الحدود والسماح للمسافرين والسيارات العبور بحرية بين الجزائر وتونس عبر المعابر البرية العشرة بين البلدين بداية من منتصف الشهر الجاري.
وكان مراقبون تحدثوا في وقت سابق عن أن هناك قلقاً جزائرياً واضحاً من التطورات في تونس، مرتبطاً بشكل أكبر باستشعار الجزائر وجود تدخّلات أجنبية واضحة في هندسة الخيارات الداخلية لتونس، واستدراجها إلى اصطفافات ومحاور مقلقة بالنسبة للجزائر.
وهو ما كان عبّر عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكثر من مرة، مشدّداً على رفض الجزائر أي تدخلات أجنبية في تونس، واستعداد بلاده لدعم تونس ضد هذه التدخلات.
وقال الباحث المتخصص في العلاقات الجزائرية التونسية عمار سيغة في وقت سابق لـ"العربي الجديد" إن "الفتور الملاحظ في العلاقات الجزائرية التونسية، والذي طبع علاقات البلدين في الآونة الأخيرة، يمكن أن نجد له تفسيراً في التقارب والتنسيق الحاصل بين النظام التونسي وكل من فرنسا ومصر والإمارات".