الرئيس التونسي: شبكات الفساد الدولية مترابطة ويجب مكافحة الأسباب الحقيقية لانتشارها

09 ديسمبر 2020
سعيد يدعو إلى ضرورة صياغة أفكار جديدة لمكافحة الفساد (فرانس برس)
+ الخط -

نظم مركز حكم القانون ومكافحة الفساد القطري برعاية منظمة الأمم المتحدة وبمشاركة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، اليوم الأربعاء، النسخة الخامسة لجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد التي احتضنتها تونس.

وتأتي هذه الدورة  تكريساً لقيم دولة قطر ووفائها بالتزاماتها محلياً ودولياً في ترسيخ وتعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة والمساءلة، وتعزيز ريادتها في مكافحة الفساد في العالم، وتُكرم الجائزة الأفراد والمؤسسات الذين عملوا على مكافحة الفساد من خلال بعض المقاييس والمعايير.

وأكد رئيس الجمهورية قيس سعيد، خلال كلمة مسجلة ألقاها بالمناسبة أن شبكات الفساد مرتبط بعضها ببعض في العديد من أنحاء العالم، مضيفاً أن المؤسسات تعددت والنصوص موجودة، ولكن لم تحقّق في الكثير من الحالات الأهداف التي أُنشئت من أجلها، ولم تحقّق مقاصدها النبيلة.

ودعا سعيد إلى ضرورة صياغة أفكار جديدة لمكافحة الفساد والمفسدين، داعياً إلى البحث عن مقاربة جديدة مختلفة لتعويض المقاربات التي لم تحقق أهدافها، وذلك لمكافحة الأسباب الحقيقية التي جعلت الفساد ينتشر، ومن أهمها توزيع الثروات توزيعاً غير عادل.

وبيّن أن هذه المقاربة لا يجب أن تقف عند النصوص فحسب، بل يجب أن تقوم على مقاومة الأسباب الحقيقيّة التي جعلت هذه الظاهرة تنتشر في عديد المجتمعات والدول.

وأضاف أن من الأسباب التي أدت إلى الانتشار الكبير للفساد، توزيع الثروات توزيعاً غير عادل، مشيراً إلى أنه في ظلّ غياب العدل والإنصاف، تتحول بعض الوظائف داخل الدّولة إلى بضاعة تجارية تتقاذفها قوى الشرّ.

 وبين أنه لا مجال للحدّ من انتشار الفساد إلا بضمان كرامة الجميع والعدل والإنصاف داخل الدول وبين الدول، مؤكداً أنه لا مجال لمكافحة الفساد إلا بقضاءٍ مستقلٍ، وبدونه لا يمكن أحداً أن يفرض احترام القانون. 

وقال رئيس رواندا بول كاغامي إن لمكافحة الفساد تكلفة، لكن تكلفة التغاضي عنها ستكون أكبر بكثير، موضحاً أن مكافحة الفساد يجب أن تكون هدفاً عالمياً تتضافر فيه الجهود وتتعاون المجتمعات لتعزيز المساءلة، بما يضمن رفاه المواطنين. 

وأضاف أن الشراكة القيّمة مع الأمم المتحدة وكل الذين مهدوا لهذه الجائزة ستؤدي دوراً مهماً في تعزيز مكافحة الفساد، وكشفه والقضاء عليه.

وأكد رئيس الھیئة الوطنية لمكافحة الفساد في تونس، عماد بوخریص، أن معدلات الفساد في بلاده زادت في زمن كورونا، مشيراً إلى أن شبكات الفساد استغلت الجائحة الصحية لتحقيق مكاسب غير شرعية والإثراء على خلاف الصيغ القانونية.

وأضاف بوخريص أن تونس بذلت جهوداً كبيرة لمكافحة هذه الظاهرة وكشف شبكات الفساد دون انتقائية أو تشهير، بما يساعد على تحسين ظروف العيش وزيادة نسب النمو الاقتصادي في البلاد.

وقال الأمين العام المساعد لسيادة القانون والمؤسسات الأمنية  لدى الأمم المتحدة إلكساندر زوواف إن الفساد يمثل عقبة أمام السلام الدائم للمجتمعات، مؤكداً أن مكافحة الفساد تشكل أهمية أكبر في أثناء حالة الطوارئ الحالية جراء كورونا. 

وأشار إلى أن الجائحة الصحية المترتبة عن فيروس كورونا خلقت ثغرات جديدة في أنظمة الرقابة يمكن استغلالها في الفساد، وهو ما يفرض إنشاء أنظمة مراقبة مقاومة للهشاشة، معتبراً أن مكافحة الفساد مهمة لتحقيق السلام.

وقال النائب العام لدولة قطر، رئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، علي بن فطيس المري، على هامش فعاليات جائزة الشيخ تميم بن حمد آل الثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، إن تونس البلد العربي الأول الذي يحتضن فعاليات هذه الجائزة بعد كيغالي براوندا وكوالالمبور بماليزيا وجينيف بسويسرا وفيينا بالنمسا، وذلك لقدرتها على التأثير في الآخرين.

يُذكر أن رئيس الحكومة هشام المشيشي، التقى أمس في قصر الحكومة بالقصبة مع النائب العام لدولة قطر علي بن فطيس المرّي بحضور سفير دولة قطر بتونس سعد ناصر الحميدي.

وتناول اللقاء تطوير العلاقات بين البلدين لتشمل مجالات عدّة، ولا سيما أن دولة قطر من كبار المستثمرين والمساهمين في المشاريع التنموية في تونس بعد الثورة، وجرى التطرق إلى اجتماع اللجنة المشتركة التونسية القطرية التي ستلتئم خلال الثلاثية القادمة للسنة المقبلة.