الرئاسي اليمني يصنّف الحوثيين منظمة إرهابية ويلمح بالانسحاب من الاتفاقات

22 أكتوبر 2022
مخاوف من عودة المواجهات المسلحة (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مساء اليوم السبت، اتخاذ قرارات وصفها بـ"الحازمة لردع الاعتداءات"، ومن ضمنها تصنيف جماعة أنصار الله (الحوثيين) منظمة إرهابية، ملوحاً بالانسحاب من اتفاقات الهدنة المنتهية واتفاق ستوكهولم، وذلك بعد الهجوم الحوثي الذي استهدف مرفأين لتصدير النفط شرقي اليمن.

وتبنّت جماعة الحوثي الهجوم بطائرات مُسيرة على ميناء الضبة لتصدير النفط بمحافظة حضرموت. وقال متحدث باسم الحوثيين، أمس الجمعة، إن قواتهم نفذت ضربة تحذيرية لمنع سفينة نفطية، مما وصفوه بـ "نهب النفط الخام"، ولاقت الحادثة إدانات دولية وعربية واسعة خلال الساعات الماضية.

وقال مجلس القيادة الرئاسي إنه اتخذ "عدداً من القرارات الحازمة لردع مثل هذه الاعتداءات الإجرامية، ووجه الحكومة بالتنفيذ الفوري لها، وفق خطة دفاعية ودبلوماسية واقتصادية مزمنة لحماية مصالح الشعب اليمني"، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الحكومية الرسمية.

جاء ذلك خلال اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطني (معني برسم السياسات العليا للدولة وقرار الحرب) في العاصمة المؤقتة عدن، للوقوف على تداعيات هجمات الحوثيين التي استهدفت ميناءي الضبة والنشيمة بمحافظتي حضرموت وشبوة.

وحذر المجلس من أن هذا التصعيد من شأنه إعفاء الحكومة اليمنية من جميع الالتزامات، بما فيها اتفاق ستوكهولم، وعناصر الهدنة الإنسانية المنهارة، والتسهيلات الخدمية الأخرى، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته إزاء التصعيد الخطير.

كما أصدر مجلس الدفاع الوطني قراراً بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، ووجه الجهات ذات العلاقة باستكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار. وحذّر من يقدّمون الدعم والمساعدة للحوثيين "بأنه سيتم اتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة تجاههم"، وفق القرار الذي نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.

ويعني تصعيد الحكومة بالانسحاب من الاتفاقات؛ منع وصول المشتقات النفطية إلى الحديدة والرحلات الجوية من مطار صنعاء والتي ما زالت سارية ضمن الهدنة المنتهية في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالإضافة إلى اتفاق ستوكهولم 13 ديسمبر/ كانون الأول 2018 أو ما يعرف بـ"اتفاق الحديدة"، والذي يمنع القوات الحكومية من أي تصعيد عسكري في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن.

إلى ذلك دانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والسعودية ومصر، اليوم السبت، الهجوم الحوثي على موانئ تصدير النفط شرقي اليمن.

وقالت السفارة الأميركية في اليمن في بيان: "نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم، وأن الطريق الوحيدة للمضي قدماً نحو إنهاء ثمانية أعوام من الصراع المدمر هي خفض التصعيد ومضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الصراع، والتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية".

واعتبرت بريطانيا أن الهجوم الحوثي شكّل تهديداً خطيراً للاستقرار في اليمن والمنطقة والتجارة البحرية، وقالت السفارة البريطانية في اليمن، في بيان: "ندعو الحوثيين الآن لإظهار القيادة، من خلال اتخاذ الطريق السلمي، ومن خلال السعي إلى تسوية سياسية تفاوضية بقيادة يمنية".

من جانبه دان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الهجوم وقال في بيان صحافي مقتضب: "أدعو الأطراف في هذه المرحلة المفصلية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، ومضاعفة جهودهم لتجديد وتوسيع الهدنة، ووضع الأُسس نحو وقف دائم لإطلاق النار".

وتتصاعد التهديدات المتبادلة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، في ظل تعثر مفاوضات تمديد الهدنة المنتهية، وسط مخاوف من تصعيد عسكري واسع، عقب إنهاء الحوثيين حالة الهدوء باستهداف موانئ تصدير النفط في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

ويطالب الحوثيون بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم، وتقاسم عائدات النفط والغاز مع الحكومة اليمنية، من أجل إيقاف الهجمات على السفن الناقلة للنفط اليمني الخام. وقال عضو الوفد الحوثي في المفاوضات عبد الملك العجري في تغريدة على "تويتر": "إن الاستمرار في تجاهل مطالب الشعب اليمني المشروعة، وفي ذات الوقت توقع ألا يكون هناك ردة فعل تجاه الاستمرار في نهب ثرواته هو سوء تقدير كبير"، وفق تعبيره.

المساهمون