الرئاسة الفلسطينية: القدس خط أحمر والانتخابات في موعدها

21 ابريل 2021
الفصائل الفلسطينية تشدد على ضرورة إجراء الانتخابات في القدس (Getty)
+ الخط -

شدد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم الأربعاء، على التزام القيادة الفلسطينية إجراء الانتخابات وفق المراسيم الرئاسية والمواعيد المحددة.

وأضاف أبو ردينة، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أنه "لن يجري تغيير أو تعطيل أي شيء يتعارض مع المصلحة الفلسطينية، لكون هذه الانتخابات مطلباً فلسطينياً، وكل عملية التشويش المستمرة من هنا أو هناك لا قيمة لها".
وجدد التأكيد أن "القدس خط أحمر، والشعب الفلسطيني لن يتنازل عنها، ولن يقبل بدولة ذات حدود مؤقتة، ولا بأية مشاريع تتناقض مع قرارات المجلس الوطني وقرارات الشرعية الدولية"، مشدداً على أنه "لن يُتَّخَذ أي قرار في ما يتعلق بالقدس بأي شكل من الأشكال دون العودة للقيادة وللفصائل ولكل القوى".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن "الانتخابات ستُجرى في موعدها، والجهود مستمرة مع الأطراف كافة، ومنها الاتحاد الأوروبي، الذي يحاول بذل كل جهد ممكن، إلا أنه غير قادر على أن يفرض على إسرائيل إجراء الانتخابات".

لقاء موسّع لتقييم الانتخابات
إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، إن القيادة الفلسطينية ستعقد لقاءً موسعاً خلال الأيام القليلة المقبلة، "بهدف إجراء تقييم معمَّق ودقيق للوضع، تليه مسألة بحث الخيارات أمام القيادة لاتخاذ اللازم"، في ما يخصّ الانتخابات، مُشيراً إلى تواصُل مشاوراتٍ لـ"بلورة موقف إجماع وطنيّ يرفض الانتخابات من دون القدس المحتلة".

وأفاد مجدلاني، في تصريحات أدلى بها لإذاعة "صوت فلسطين"، الأربعاء، بعدم القبول بإجراء الانتخابات في سائر الأراضي الفلسطينية دون القدس المحتلة، لافتاً إلى أن "إجراء الانتخابات في القدس ترشيحاً ودعاية وتصويتاً مسألة سياسية بالدرجة الأساسية، وليست فنيّة وتقنيّة".

وأضاف أن المشاورات متواصلة مع الفصائل كافة وبعض القوائم الانتخابية، لـ"بلورة موقف إجماع وطني يرفض الانتخابات من دون القدس، لأن إجراءها من دون القدس يعني التسليم لـ"صفقة القرن"، وبشرعية ضمّها واعتبارها عاصمة لإسرائيل".

وذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن "القيادة تسعى إلى توفير كل أدوات الضغط على حكومة الاحتلال، انطلاقاً من حرصها على المسار الديمقراطي باعتباره مدخلاً لإنهاء الانقسام وتكوين الشراكة الوطنية، وتجديد النظام السياسي"، مشيراً إلى استمرار الاتصالات، وعقد اللقاءات مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لـ"حثهم على تحمّل مسؤولياتهم لممارسة الضغط على الاحتلال لإزالة العراقيل كافة أمام إجراء الانتخابات، بهدف توفير موقف ورأي عام دوليّ للضغط على إسرائيل".

وقال مجدلاني إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة تشاورية غداً الخميس، بناءً على طلب من دولة فلسطين، من أجل اتخاذ موقف ضاغط على حكومة الاحتلال لتوفير المناخ والبيئة الملائمة لإجراء الانتخابات بكامل الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة.

الاتحاد الأوروبي يضغط
من جهته، قال سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، عبد الرحيم الفرا، إن المسؤولين الأوروبيين جدّدوا رفضهم القاطع للإجراءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ووضع العراقيل أمام إجراء الانتخابات العامة.

وأشار الفرا إلى تأكيد المفوض الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاتصال مجدداً مع حكومة الاحتلال، مطالباً بإزالة جميع المعوقات أمام إجراء الانتخابات.

وأضاف: "وزير خارجية لوكسمبورغ وضع مسألة عرقلة الانتخابات على جدول أعمال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمقرر عقده في 10 مايو/ أيار المقبل".

الجبهة الشعبية 
في سياق متصل، أكَّد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد الغول، في تصريح نشره موقع الجبهة، اليوم الأربعاء، أنّ "إجراء انتخابات دون القدس أمر غير مقبول وطنياً"، مشدداً على أن مواجهة تعنت الاحتلال ورفضه إجراء الانتخابات الفلسطينيّة في مدينة القدس "لا تكون عبر الاقتصار على تأجيلها، بل عبر إشعال انتفاضة شاملة في وجه الاحتلال، وتحويل كل ساحات التواجد الفلسطيني إلى ساحات اشتباك ومواجهة".


الجبهة الديمقراطية 
من جهته، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، في تصريح صحافي، إلى "عدم الاستسلام لليأس والتسليم بالفيتو الإسرائيلي، وبدء بث الإشاعات حول احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية أو إلغائها، إذا لم تفلح الجهود الفلسطينية والضغوط الدولية في ثني حكومة الاحتلال عن قرارها بمنع الفلسطينيين من حقهم في الانتخابات في مدينة القدس المحتلة ترشيحاً وانتخاباً ودعاية انتخابية".

وأشار خالد إلى أن "تأجيل هذه الانتخابات أو إلغائها لا يمكن أن يكون خياراً سياسياً مقبولاً، فهو تسليم بالفيتو الإسرائيلي بشأن الانتخابات في القدس، فضلاً عن الموقف الإسرائيلي الأساس، الذي يفضل ألا تجري الانتخابات وبقاء الوضع الفلسطيني كما هو عليه".

حزب الشعب
كذلك، حذر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسّام الصالحي، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، من المخاطر السياسية في حال تجاوز مشاركة القدس في الانتخابات القادمة، وتداعيات ذلك على مجمل العملية السياسية.

وقال الصالحي: "هذه معركة سياسية يجب أن تخاض على أساس موقف موحد"، مشيراً إلى أن "هناك مطالبات من دول العالم ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، باعتبار أن القدس جزء لا يتجزأ من الاتفاقيات المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل".

المساهمون