استمع إلى الملخص
- تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ منذ 2013، يدعم إسرائيل بشدة وينتقد إدارة بايدن، ويعتمد على التيار اليميني المتشدد.
- الديمقراطيون يسعون لاستغلال الزخم الحالي وتقدم كامالا هاريس في استطلاعات الرأي لمنع فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، ويرون أن شهرة كروز قد تكون نقطة ضعف.
يراهن الديمقراطيون على الفوز في انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي في أبرز معاقل الجمهوريين بولاية تكساس في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويسعون لاستغلال الدفعة التي تقدمها لهم استطلاعات الرأي هذا العام في تحفيز قواعدهم بأنه بالإمكان، هذه المرة، تحقيق ما لم يتحقق منذ ثلاثين عاماً أمام واحد من أهم وأبرز الخصوم السياسيين وهو تيد كروز. ويمثل الحزب في انتخابات مجلس الشيوخ القادمة عضو مجلس النواب الأميركي الحالي عن إحدى مقاطعات تكساس كولين ألريد، الذي يحاول خلق المفاجئة أمام كروز، العضو الحالي بالولاية منذ عام 2013.
وألريد، أميركي من أصول أفريقية، وهو محام ولاعب كرة قدم محترف سابق، يبلغ من العمر 41 عاماً، ويمثل إحدى المقاطعات في تكساس منذ 2019 بمجلس النواب. شغل عدة مناصب في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، منها منصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية، ثم منصب عضو بالمكتب التنفيذي لوزير العدل الأميركي، ويطالب إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بوقف جزء من المساعدات العسكرية لإسرائيل من أجل الضغط عليها للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ويعتبر أنّ "عمليات إسرائيل العسكرية في غزة لا يمكن أن تحقق أي هدف عملي".
أما تيد كروز، فهو محام أيضاً، وترشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للرئاسة ضد دونالد ترامب في 2016، وفاز في ولاية أيوا التي شهدت انطلاق السباق، وهاجمه ترامب وادعى أنه من مواليد كندا وبالتالي غير مرشح لرئاسة أميركا. انتخب عضواً في مجلس الشيوخ عن تكساس منذ 2013، ويدين بفوزه للتيار اليميني المتشدد، وبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تبنى موقفاً منحازاً وداعماً لإسرائيل وانتقد إدارة بايدن أكثر من مرة، داعياً للالتزام بتمويل إسرائيل بالدعم العسكري الكامل، وأنها "واحدة من أهم حلفائنا، وتخوض حرباً وجودية"، على حد قوله.
للديمقراطيين تاريخ حافل بالنجاح في استطلاعات الرأي في تكساس، من دون أن تتحقق تلك النتائج على أرض الواقع، غير أن الانتخابات الأخيرة في 2020 و2022، أظهرت أن هناك تحولاً في التركيبة الديمغرافية للولاية، ربما تساهم على المدى الطويل في تحولها إلى ولاية متأرجحة. والشهر الماضي، احتفى الديمقراطيون باستطلاع رأي لجامعتي هيوستن وتكساس الجنوبية أشار إلى تقدم تيد كروز بفارق نقطتين (ضمن هامش الخطأ)، وبينما لم يكن مقرراً لكولين ألريد أن يتحدث أمام المشاركين في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، تمت دعوته سريعاً للتحدث في الليلة الختامية، داعياً لهزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية وفي تكساس.
ويسعى الديمقراطيون لاستغلال الزخم الحالي وتقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على ترامب في استطلاعات الرأي في الحصول على هذا المقعد من أجل منع فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أنها معركة صعبة على لاعب كرة القدم المعروف في الولاية. وأظهر استطلاعان للرأي خلال شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، تقدم تيد كروز بفارق أربع وخمس نقاط، غير أنّ الديمقراطيين يراهون على أنّ الفارق في استطلاعات الرأي في 2022 كان أقل من الفارق في نتائج الانتخابات، ولكن هذا الفارق في استطلاعات الانتخابات الحالية ارتفع إلى أعلى من هامش الخطأ. أيضاً يستند الديمقراطيون إلى أن 20% من الناخبين لم يحددوا اختيارهم بعد.
ويرى الديمقراطيون أن تكساس وفلوريدا تمثلان أفضل الفرص أمامهم للانقلاب للسيطرة على مجلس الشيوخ في هذه الانتخابات، واعتبر رئيس لجنة حملة مجلس الشيوخ الديمقراطي غاري بيترز أنّ هناك علامات واعدة على حدوث انقلاب في الولاية، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "أولويته الأولى هي إعادة جميع شاغلي المناصب، لكننا نريد أيضاً أن ننتقل إلى الهجوم، وسيكون الهجوم مهماً جداً". وأكد بيترز، حسبما نقلت صحيفة "تكساس تريبيون"، أنّ هناك علامات على التفاؤل بشأن تكساس، وقال: "شهرة كروز الوطنية كشخصية مشهورة من اليمين قد تكون نقطة ضعف للجمهوريين، فهو يتمتع بشهرة كبيرة جداً، ولديه أيضاً سلبيات كبيرة. إن الشهرة الواسعة للاسم مع السلبيات العالية ليست قوة، بل هي نقطة ضعف سيتمكن كولين ألريد من استغلالها".