الحوثيون ينفذون أكبر عملية إعدام جماعي بحق مدانين بالتخابر مع التحالف

18 سبتمبر 2021
نُفِّذ حكم الإعدام بعد محاكمة أحادية مشكوك في نزاهتها (تويتر)
+ الخط -

نفذت السلطات القضائية التابعة لجماعة الحوثيين، اليوم السبت، حكم الإعدام بحق 9 أشخاص، اتُّهِموا بالتورط في اغتيال القيادي البارز ورئيس المجلس السياسي السابق، صالح الصماد، وذلك من خلال تقديم إحداثيات تحركاته لمقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.

وأواخر إبريل/نيسان 2018، قُتل القيادي الصماد و6 من مرافقيه في غارة جوية بحيّ 7 يوليو في مدينة الحديدة غربيّ اليمن، في أكبر ضربة موجعة تلقتها جماعة الحوثيين من التحالف السعودي خلال سنوات الحرب المتصاعدة.

وبعد محاكمة أحادية مشكوك في نزاهتها، نُفِّذ حكم الإعدام في ميدان التحرير بصنعاء، وسط تشديدات أمنية مكثفة. 

وذكرت السلطات الحوثية أن الأشخاص التسعة أُدينوا بالانخراط في ما بات يعرف بـ"خلية تحالف العدوان" المتورطة في اغتيال صالح علي الصماد ومرافقيه، لافتة إلى أن تنفيذ الحكم جاء بعد أن استكملت القضية كل الإجراءات القانونية، وبعد تأييد المحكمة العليا وتصديق رئيس المجلس السياسي الأعلى.

ولم تكشف السلطات الحوثية عن براهين حقيقية لضلوع المدانين في التخابر مع التحالف الذي كان قد عرض قبل العملية مكأفاة قدرها 20 مليون دولار مقابل أي معلومات تفضي إلى اعتقال الصماد أو قتله.

وانتقد ناشطون وحقوقيون إقدام جماعة الحوثيين على تنفيذ حكم الإعدام بحق 9 مواطنين بينهم قاصر، وقالوا إن الحكم لا هدف منه سوى الإلهاء، فيما لم يصدر أي تعليق عن الأمم المتحدة أو مفوضية حقوق الإنسان التي كانت قد نددت العام الماضي بأحكام الإعدام الحوثية، وقالت إنها سياسية.

وقال ناشطون في حملة إلكترونية على تويتر، عشية تنفيذ الحكم، إن السلطات الحوثية استندت في حكم الإعدام إلى المتهم الرئيسي، علي إبراهيم القوزي وباقي الأشخاص، على مزاعم أنه دسَّ شريحة تتبّع في معطف مرافق الصماد في أثناء مغادرتهما قاعة احتضنت حفلاً رسمياً في ذات اليوم، رغم أن المرافق المشار إليه نجا من الاستهداف.

وكانت السلطات الحوثية قد بدأت قبل نحو عامين ونصف، محاكمة صورية لـ 52 متهماً باغتيال القيادي الصماد، على رأسهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وولي عهد السعودية والإمارات، فيما جرت محاكمة 10 يمنيين حضورياً، وجميعهم من أبناء محافظة الحديدة.

وفي مسعى منها لإضفاء الجدّية على الأحكام الابتدائية، التي قوبلت بنوع من التهكم في الشارع اليمني، أقرّت الشعبة الاستئنافية في الحديدة، مطلع إبريل/نسيان الماضي، إلغاء الفقرة الخامسة من منطوق الحكم الابتدائي والمتعلقة بالمتهمين الأجانب الذين كانت تصفهم بأنهم فارون من وجه العدالة.

وبعد مقتل القيادي الصماد، عيّنت الجماعة القيادي مهدي المشاط رئيساً لمجلس الحكم السياسي الأعلى، الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه حتى الآن، رغم الشراكة الصورية مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ونفذت جماعة الحوثيين بعد مقتل الصماد هجمات عنيفة في العمق السعودي، وكشفت عن طائرات مسيَّرة تحمل أسماء "صماد 2" و"صماد 3"، وهي طائرات هجومية بعيدة المدى، يقول التحالف إنها إيرانية الصنع.

وخلافاً لمساعي الجماعة في تأصيله كرمز وقائد ملهم لأنصارها من خلال تحويل ضريحه إلى مزار يومي في صنعاء، أطلقت السلطات الحوثية عدداً من الأنشطة الثقافية باسم القيادي الصماد، الذي كان من أبرز المقربين لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي.

المساهمون