وجهت قيادة "الحشد الشعبي" في العراق، المظلة الجامعة لأكثر من 70 فصيلا مسلحا، برفع حالة التأهب بين عناصره إلى "القصوى"، وذلك "استعدادا لأي طارئ"، معتبرا أن الحرب الحالية على غزة تنذر بتطورات إقليمية.
وصدر عن رئيس أركان "الحشد الشعبي"، عبد العزيز المحمداوي، بيان يدعو فيه وحدات "الحشد" لرفع حالة التأهب إلى القصوى استعدادا "للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة".
وذكر البيان الذي صدر عقب اجتماع ضم قيادات فصائل "الحشد الشعبي"، في بغداد، أنه تمت الإشادة بـ"النتائج التي حققتها ملحمة طوفان الأقصى، التي قهرت أسطورة الكيان المهزوم وأكدت حقيقة أنه أوهن من بيت العنكبوت وجعلت أجهزته العسكرية والأمنية في حالة ارتباك وصدمة رغم مرور قرابة شهر على تلك العملية البطولية".
وجدد البيان الإدانة والاستنكار لجرائم ومجازر الاحتلال في قطاع غزة والوضع المأساوي هناك جراء ممارسات الاحتلال. وأضاف بيان هيئة الحشد الشعبي أنه "جرى خلال الاجتماع استعراض أبرز التطورات والتحديات الأمنية في مختلف قواطع العمليات، وحجم الجهوزية العالية التي يتمتع بها الحشد الشعبي إلى جانب بقية القطعات الأمنية للحفاظ على حالة الاستقرار الأمني الكبير الذي يشهده العراق".
ووجه رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي خلال الاجتماع برفع حالة الإنذار القصوى "استعدادا للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة، والتأكيد على الجهوزية العالية لجميع مقاتلينا في مختلف القواطع والتشكيلات والاستعداد الكامل للدفاع عن سيادة البلد وحدوده الوطنية، وإعلان دخول كافة قوات الحشد الشعبي في حالة الإنذار بدءاً من اليوم الخميس".
تهديدات أميركية "حقيقية"
من جهته، قال مصدر مسؤول في هيئة الحشد الشعبي، لـ"العربي الجديد"، إن "توجيه رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي برفع حالة الإنذار القصوى والاستعداد لأي طارئ جاء بسبب وجود تهديدات أميركية حقيقية بالرد على عمليات القصف التي يتعرض لها الجيش الأميركي في العراق وسورية، إضافة إلى إمكانية تصعيد الفصائل العراقية عملياتها العسكرية ضد التواجد الأميركي خلال الأيام القليلة المقبلة".
وبين المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "قوات الحشد الشعبي دخلت منذ صباح اليوم الخميس، في حالة الإنذار بكافة قواطع العمليات، وكثفت من انتشارها خصوصاً في المناطق الصحراوية، وكذلك المناطق الحدودية مع سورية والأردن والسعودية، كما تم اتخاذ إجراءات أمنية في بعض المقرات، التي يمكن أن تستهدف من قبل القوات الأميركية كونها خارج المدن السكنية، وإجراءات أمنية أخرى لا يمكن التحدث عنها لحساسيتها وسريتها".
وجاء دخول قوات الحشد الشعبي في العراق في حالة الإنذار القصوى، بعد يوم واحد، من إعلان زعيم "حركة النجباء"، أحد أبرز الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لطهران، أكرم الكعبي، بدء عمليات عسكرية تهدف إلى ما قال إنه "تحرير العراق عسكرياً"، في إشارة إلى الوجود الأميركي في البلاد، فيما أكدت مصادر من داخل الفصائل لـ"العربي الجديد"، وجود خلافات في ما بينها حول التصعيد العسكري ضد الأميركيين في العراق.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نُفذ 12 هجوماً بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا، على قاعدتي "حرير" و"عين الأسد"، ومعسكر فيكتوريا، الملاصق لمطار بغداد غربيّ العاصمة العراقية، رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، والدعم الأميركي لها.
وتضم تلك المواقع الثلاثة المئات من العسكريين الأميركيين وقوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرزها البريطانية والفرنسية. وتضع الهجمات الأخيرة على القواعد والمصالح الأميركية في العراق، حكومة السوداني أمام وضع مُعقد وغير مريح، خصوصاً بعد فشل حراكه الهادف إلى إقناع الفصائل المسلحة الحليفة لإيران بإيقاف تلك الهجمات التي ارتفعت إلى 11 خلال الأيام العشرة الأخيرة.
واستأنفت الفصائل العراقية المسلحة، في الأيام السابقة، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على القواعد التي تضم جنوداً أميركيين في العراق، في سلسلة هجمات قالت الفصائل إنّها تأتي رداً على مشاركة الولايات المتحدة ودعمها للاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة.