أوكلت الحكومة العراقية مهام جديدة للجيش، تمثلت بحماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية، والتي تتعرض بعدد من المحافظات إلى الاستهداف اليومي، ما أثر على انهيار منظومة الكهرباء في البلاد بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان وتعطل عدد من محطات التوليد.
ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، السبت، الجيش بمهمة حماية الأبراج، وأمر باستخدام طائرات مسيرة ضمن خطة حماية الأبراج، التي تتعرض إلى عمليات تخريبية بالتفجير والاستهداف.
المهام الجديدة للجيش تأتي بالتزامن مع عملياته الأساسية التي تقوم بها على جبهات عدّة، والتي تتمثل بتنفيذ خطط ملاحقة بقايا تنظيم "داعش" وإحباط هجماته، والتي تصاعدت حدتها في عدد من المحافظات المحررة، الأمر الذي عدّه مسؤولون أمنيون قد يؤثر على خطط ملاحقة التنظيم.
وقال مسؤول عسكري رفيع، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "المهام الجديدة التي أوكلت للجيش تأتي بناء على ثقة الحكومة بهذه المؤسسة، والتي تعد "من أفضل المؤسسات العسكرية في البلاد وأكثرها مهنية"، مبيناً أن "الخطة التي وضعها الجيش لتأمين أبراج نقل الطاقة تضمنت سحب قوات من عدّة مناطق ونشرها في مناطق ومسارات أبراج نقل الكهرباء، وتم تعويض تلك القوات بقوات أمنية أخرى".
وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "تأمين أبراج نقل الطاقة، والتي تحتاج إلى جهد كبير كونها تمتد على مساحات واسعة جداً، لا شك تحتاج إلى أعداد كبيرة من الجيش، لكن نشر قوات الجيش لحماية الأبراج لن يكون له تأثير على مستوى مواجهة التنظيم لأنّ الهجمات التي استهدفت أبراج الكهرباء يقف خلفها التنظيم نفسه، ونعمل وفق خطة مدروسة مسبقاً".
وأشار إلى أنّ "خطة الجيش لحماية الأبراج أسهمت في إحباط عدد من الهجمات عليها، وأن عمليات الاستهداف انخفضت إلى النصف"، مشدداً على أنّ "أي جهة أمنية أخرى كالشرطة المحلية أو الحشد الشعبي لا يمكن لها أن تؤدي الدور الذي يؤديه الجيش في حماية الأبراج، سيما، وأنّ الأعمال التخريبية تحتاج إلى جهد وتخطيط عالي المستوى لإحباطها".
مسؤول عسكري عراقي: نشر قوات الجيش لحماية الأبراج لن يكون له تأثير على مستوى مواجهة داعش
عضو لجنة الأمن في البرلمان السابق، حامد المطلك، وخلال حديث له مع "العربي الجديد"، أكد أنّ "تكليف الجيش بمهام جديدة بحماية الأبراج بالإضافة إلى مهامه القتالية الأخرى، يثبت ثقة الحكومة بمهنية المؤسسة وبقدراتها الأمنية"، مضيفاً أنّ "الحكومة عجزت في الأيام الأخيرة عن تأمين الأبراج وتسارعت عمليات الاستهداف التي أثرت على تجهيز الطاقة، الأمر الذي أحرج الحكومة، ما دفعها للجوء إلى الجيش دون غيره من المؤسسات الأمنية الأخرى".
وعدّ المطلك عمليات استهداف الأبراج، "استهدافاً يحمل أبعاداً سياسية أيضاً"، مضيفاً أنّ "الجهات المستفيدة من تخريب الأبراج كثيرة".
وأشار إلى أنّ "عمليات الاستهداف هذه مرتبطة بموضوع الانتخابات"، مؤكداً أنّ "ما يجري هو صراع سياسي وستزداد حدته لتخريب مقدرات البلد، وستتصاعد عمليات التخريب التي تنطوي على أبعاد سياسية".
ويشير الخبير في الشأن الأمني، عدنان العبيدي، إلى أنّ "الجيش يحتاج إلى خطة طويلة الأمد لحماية الأبراج، إذ إنّ عمليات الاستهداف التخريبية من الواضح أنها ليست عمليات مرحلية، بل تندرج ضمن خطة تخريبية تهدف إلى استهداف مقدرات البلد"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "حرب العصابات والتخريب اللذين تتعرض لهما الأبراج تعد أصعب من عمليات ملاحقة داعش، سيما وأنّ الجيش اكتسب خبرة بقتال التنظيم".
ويحذّر العبيدي من "خطورة إهمال جبهات داعش، إذ يجب أن تكون الخطط بقتال التنظيم وحماية الأبراج متوازنة ولا يؤثر أي منها على الأخرى، وهذا الأمر يحتاج الى قدرات عالية والى دعم حكومي للجيش"، يختم بالقول.