الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتبادلان الاتهامات بعد مقتل عشرات المدنيين

10 سبتمبر 2023
المواجهات المسلحة تخلف الكثير من الضحايا المدنيين (أرشيف/ الأناضول)
+ الخط -

تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بعد مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً، اليوم الأحد، جراء قصف جوي على سوق قورو في منطقة مايو جنوبي العاصمة الخرطوم.

وكانت لجان المقاومة جنوب الخرطوم، قد نشرت بياناً، أعلنت عبره تعرض سوق قورو لقصف مجهول ما تسبب في سقوط العشرات من القتلى وعشرات المصابين دون أن تحمل المسؤولية لأي من طرفي القتال.

ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري، الذي أطاح نظام عمر البشير عام 2019، وتنشط منذ بدء الحرب في تقديم الدعم للسكّان.

وأصدرت قوات الدعم السريع بياناً، ذكرت فيه أنّ الحادثة تأتي مواصلة لسلسلة جرائم وحشية بحق المدنيين الأبرياء تنفذها ما تسميها "مليشيا البرهان الإرهابية"، في إشارة لقوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.

كما أشار بيان الدعم السريع إلى أنّ طيران الجيش نفذ، مساء أمس السبت، هجمات جوية على مناطق الحاج يوسف الوحدة، شرقي الخرطوم، مخلفاً وراءه 13 قتيلاً معظمهم من الأطفال.

وجاء في البيان كذلك "الانتهاكات الوحشية التي تمارسها فلول النظام البائد ضد سكان الخرطوم بالقصف العشوائي، حصدت آلاف الضحايا من المدنيين في مخالفة لجميع الشرائع السماوية وقوانين حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني".

وتعهدت "بحسم المعركة قريباً باقتلاع النظام البائد وعناصره الإرهابية داخل القوات المسلحة التي لا تشكل تهديداً على أمن واستقرار السودان فحسب؛ بل تهدد أمن واستقرار المحيط الأفريقي والعربي".

في المقابل، أعلن الجيش في بيان عن رفضه بشدة الاتهامات باستهداف المدنيين، وقال "ما روج له إعلام المليشيا المتمردة (الدعم السريع) كعادته ادعاءات مضللة وكاذبة".

وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في بيانه، أنّ "القوات المسلحة لا يمكن أن توجه نيرانها لشعبها الذي يعلم ذلك، ويشهد في نفس الوقت على الفظائع غير المسبوقة في تاريخ البلاد بحق الشعب السوداني التي ارتكبتها المليشيا المتمردة ومرتزقتها الذين جلبتهم من خارج الحدود".

وعدّد تلك الفظائع في "قتل ممنهج ونهب للممتلكات وتخريب لمرافق الخدمات ومحاولاتهم المستمرة لتشريد مواطني الخرطوم ومدن أخرى من منازلهم تمهيدا لمصادرتها أو نهبها أو استغلالها للأغراض الحربية"، مضيفاً "جرائم المليشيا التي يندى لها جبين البشرية في ولاية غرب دارفور وطويلة وكتم وزالنجي ونيالا والخرطوم ليس ببعيدة عن الأذهان ولم تجف دماء ضحاياها".

كما أكد عبد الله أنّ "القوات المسلحة توجه ضرباتها على تجمعات وحشود ومواقع وارتكازات المتمردين كأهداف عسكرية مشروعة، مع تقيدها التام بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك كجيش محترف وبمنأى عن مواطنينا الأبرياء والأعيان المدنية والمحمية".

وحصد النزاع، منذ اندلاعه في 15 إبريل/ نيسان الماضي، بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام لمنظمة "أكليد" غير الحكومية التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات في مناطق عدة ورفض طرفي القتال إعلان خسائرهما.

واضطر نحو خمسة ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد، المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، خصوصاً مصر وتشاد، وفق الأمم المتحدة.

المساهمون